جمال بنت عبدالله السعدي
لا شك أن المسرح المدرسي كان ومنذ زمن بعيد هو الوحيد على ساحة العمل المسرحي "و بتواضع" من حظي باهتمام خاص في حفلات نهاية العام الدراسي ، فكان فرصة مهيأة لاكتشاف المواهب، وخير داعم لها حتى حين .
واليوم تأتي المسابقة الوزارية للمسرح المدرسي وللعام الثالث على التوالي لدعم هذا الدور الكبير للمسرح المدرسي، ايمانا من وزارة التعليم بوجود المواهب وبأهمية اكتشافها في المدارس لدينا وتنميتها وحسن توظيفها، لما لها من أثر كبير على تشجيع المواهب وإبرازها على مستوى الوطن .
فالوطن بحاجة لكل موهبة مبدعة فيه بكل مجال، وفي متابعة الفرق المتنافسة في تصفيات مسابقة المسرح المدرسي لهذا العام وعلى مستوى المدينة المنورة يدهشك ذاك الحماس الذي يلتمع بعيون الطالبات على مختلف مراحلهن العمرية والمدرسية.
تدهشك فرحتهن وهن يقفن على خشبة المسرح يزرعنها جيئة وذهابا، تفاعلا وتجاذبا، جرأة وابداعا.
يدهشك ذاك الوعي عند هذا الجيل لدور المسرح لإيصال رسالة، أو معالجة قضية مجتمعية، أو وطنية أو أخلاقية، وعي يجعلنا نقف إجلالا وتكريما لهذا الجيل المبدع الذي يبهرك اداءهن رغم صغر سنهن وقلة خبراتهن.
ولا ننسى الاشادة بجهود المشرفات والمعلمات في تشكيل الفريق واختيار النصوص والاشراف على التدريب ولكن.
هناك بعض ملاحظات تقتضي التوجيه والتدريب والتقويم على مدار العام وليس قبل اسابيع قليلة من موعد التصفيات، كي تبرز المواهب وتنال حظها من الرعاية، وتوظف بحكمة لمعالجة قضايا المجتمع ، فمن خلال المسرح الناضج يتحقق أكثر من هدف وتصل أكثر من رسالة وماذا بعد؟؟
ما نزال بحاجة الى حاضن لهذة المواهب يدعمها بالتدريب والتأهيل وتزويدها بالامكانيات المادية والتقنية والبشرية وبالخبرات والمهارات لتكون نواة المسرح المتميز المبدع وقد صدق من قال :" إن المسرح هو أبو الفنون".
فسنجد حينها الكاتبة والممثلة والمنشدة، والمخرجة والمبدعة في توظيف المؤثرات، وكفاءات في الاضاءة والصوت ، وفي الديكور والخلفيات والماكيير والأزياء وخلافه.
فكم من مهارة يستدعي وجودها في عمل واحد لتبدع وتخرج بعمل فني متكامل ؟ وكم من فرص وظيفية ستوجدها الأعمال الفنية الراقية في عمل مسرحي واحد؟
لانزال بحاجة كبيرة لعمل مسرحي مبهر يبرز ما لدينا من مواهب وقدرات، وبحاجة لإطلاق مسرح وطني بل أكثر ، وفرق عديدة متنافسة لتبدع ولتنشر الوعي في قضايا المجتمع، ولتدخل البهجة والسرور في نفوس رواد المسرح.
خاصة مع وجود الهيئة العامة للترفيه والهيئة العامة للسياحة وكلها تخدم الحركة الفنية والسياحية في المنطقة وتكمل بعضها بعضا ثقافيا وفنيا وسياحيا وترفيهيا.
وكل هذا وذاك يدعونا للتأكيد على أهمية تهيئة مسارح مزودة بالتقنيات والامكانيات التي ستساهم حتما في نجاح العمل الفني المسرحي وتدعمه.
وقد قيل بالأثر:
اعطني خشبة.. اعطك شعبا واعيا.. اعطك شعبا راقيا.
جمال بنت عبد الله السعدي
رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة