هاجر زياد العرفج
أشعر بأن هنالك من يؤذيني ويؤلمُني بل ويضربني ضربا مبرحًا تارة ويضحك لي ويبتسم لي بل ويضمني إلى صدره تارة أخرى! أتعجّبُ كثيرًا! ما أحسن جميله! وما أشد إيذاءه!
أبحرت في مخيلتي قليلا .. أتساءلُ بدهشة! ياترى من ذاك! ولمَ يفعل كل ذلك؟! وإذ بإلهام يأتيني فجأةً وكأن ذاك الشخص يُجيبني قائلًا : تمهّلِي ! رويدًا يا فتاة! دعيني أُذيقكِ المحنة قليلًا، دعيني أهذبكِ وأُقوّمُ طريقكِ لأجعل منكِ امرأة مسلمة قوية .. لا تتعجلي ! فإنه سيأتي يوما تحمدين الله على ذلك !
تعجبت جدا ! من كان ذاك ! ولكن وقفتُ لحظة ...
وقلت : أكمِل ..
قال لي : كل ما يصدر مني ليس هو رغبة مني ولا ارادة مني وإنما هو أمرٌ مكتوب من عند الله ؛ لحكمة ربما نجهلها أو ندركها مؤخرًا ..
وأخيرا قبل أن أذهب أنصتي جيدًا لما سأقوله لكِ في النهاية .. أنا الحياةُ فعندما أفعل أي شيء كان لا تنظري للشيء أبدا! لكي لا تقعي في الفخ .. بل ابحثي عن خفاياه وما يحمل وراءه من خبايا فإن لكل فعلٍ مني حكمة وفائدة تختبئ خلفه!
توقفَ ولكن مازال يتردد كلامه في أذني .. اقتنعت حينها واحتفظت بما قاله لي في صُندوقِ الحِكم التي أجمعها في عقلي وأسيرُ على نَهجها ثم ابتسمتُ وأكملتُ سيري .