(نداء. )
قبل اختلاط الدمع بالدم حيث لا ينفع الندم
---------------------------------------
يا أهل العقول والحكمة يا من بيدهم تفتح ابواب الخير وتغلق بهم ابواب الشر ،إن ما حصل في محافظة الداير من فاجعة لاخوة لنا هزت كيان كل رجل ذو قلب مؤمن مسلم غيور محب لأخوته في الدم والمعتقد
أنه يجعلنا نقف في ذهول وحيرة وحزن شديد وكل منا يتسأل متعجبا لماذا هذا يحدث في مجتمع مسلم تسوده الأخوة والترابط الذي حثنا عليه ديننا الحنيف؟؟!
كيف لا ورسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه
ويزيد الفاجعة عندما تحصل هذه المصيبة في صرح من صروح التربية والتعليم في بلادي لرجال نحسبهم والله حسيبهم من عقلاء المجتمع وصفوتهم
فليسوا من أهل الشبهات أو المخلات التي تفتح للشيطان أبواب الشر
كل هذا جعلني أقف في حيرة وأنا أصول واجول بفكري في واقع مجتمعاتنا بكل أطيافها ، فوجدت أن ضغوط الحياة ومحدثاتها أخلت بالتوازن في جل الأمور وخلقت الخلاف والإختلاف الذي بداء يستشري كا النار في الهشيم في ظل غياب رجال كانوا في زمن مضى يسودون المجتمعات بحكمتهم وقراءتهم لكل ما حولهم على المدى البعيد والقريب ،حيث كانوا يبادرون لوأد الخلافات في مهدها بين الأخوة والأقارب وحتى على مستوى القبائل فتجدهم مغاليق للشر مفاتيح للخير
أهل حكمة وعزم وحزم
وكانوا يبذلون فوق استطاعتهم في إصلاح ذات البين ، ولا يستغرب من أي شخص يتدخل في ذلك مهما كان سنه أو مكانته أو إنتمائه القبلي بعكس واقعنا اليوم مع الأسف.....
حيث كل منا يسمع الخلاف ويقول ما شأني في هذا ؟ !!
يجب على مشايخ القبائل ومشايخ العلم وكل ذي عقل وحكمة أن لا يستهينوا بأي خلاف كان صغيرا او كبيرا كان بين أفراد أو جماعات أن يفعلوا دورهم ومسؤوليتهم في ذلك كونه من العبادات الجليلة التي حث عليها ديننا الحنيف حيث قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة " أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة " ، فقال أبو الدرداء : قلنا بلى يا رسول الله ، قال : إصلاح ذات البين ) ..
إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة .. يحبها الله سبحانه وتعالى
نعم نريد تفعيلها وبكل عزم كي لا نفجع كل يوم بكارثة تهز كيان مجتمعنا كما حدث اليوم ......
يجب أن تتغير تلك السياسة في إدارتنا الحكومية والتربوية بالأخص من حيث التعامل الذي يورث التمييز العنصري الذي يولد والإحتقانات المثيرة لعواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد
يجب ترسيخ قيم ديننا الحنيف ومنها الحمة والتضحية والإيثار وإذابت الفوارق الإجتماعية التي خلقت هوة كبيرة بين طبقات المجتمع وحتى بين الأسرة الواحدة
فما افترقت قلوب مجتمع إلا حلت بهم المصائب وما أتلفت قلوبهم حتى حلت بهم النعم وتقوا النزول والنقم بفضل الله
نصيحة من محب حزين يتجرع مرارة ما ينظر إليه من واقع مخيف يهدد كيانات مجتمعتنا وينذر بعواقب وخيمة يختلط فيها الدمع بالدم في وقت لا ينفع فيه الندم
والله من وراء القصد
أخوكم /يزيد حسن الفيفي