بقلم الأستاذ / صدام حسين
الله أكبر , صوت أذان الفجر من الجامع , الصلاة خير من النوم , الصلاة خير من النوم , ومازال الجميع نيام , فاليوم هو أول أيام الدوام . استيقظ المعلم ثم عاد , لسان حاله يقول ( يمديني أنام , لا حقين على التعارف ) .
( منا مصدق إن اليوم دوام ) حال تنهيد طالب , طبطبت عليه أمه , صاح أبوه ( باقي نايم ) . ( قوم الله يهديك , النقل واقف على الباب ) . مزامير الباصات تملأ الشوارع , كل الشوارع زحام . معلم وطالب , كأنما انتهى فصل الشباب , انتهت الإجازة , وحان وقت العكازة .
( طالب ومعلم ) أم ( معلم وطالب ) أعرف أن هناك من يرفض أن يكون الأول بجانب الآخر , وأن المحاذاة بوجهيها هي تصنيف لا منطقي , ومقارنة غير عادلة , تعزز من فرص الطالب على حساب المعلم , وهذا غير مقبول تماما بالنسبة لديهم , وهناك في المقابل من يمرر كلمة ديمقراطية ضمن السطر تحت مسمى ( لا مانع من وجود الانسيابية أحيانا ) والمبرر في كل مرة ( الرسالة التربوية ) . والسؤال :
هل انتصر المعلم لرسالته التربوية ؟! إذا كانت الاجابة بنعم فهذا يعني أن الطالب قد تعلم !!!
ولكن لماذا المعلم ما تزال همومه الأكبر وأسئلته الشاغلة ( كيف المدرسة )؟! ( كيف وضع الطلاب ) ؟!
( كيف المدير ) ؟! ؛ ليرد عليه الطالب من نفس طابور الصباح ( ان شاء الله ما يداوم مدرس الرياضيات ) !
( يا رب انه نقل مدرس الفيزياء ) ! ( يا رب يعلقون المدرسة ...... ) !! مجرد تساؤل لماذا ؟!!
لماذا اختار المعلم القلم الأحمر, سلاح ليتصدى التهديد بالوعيد , والموعد ورقة امتحان وقلم احمر .
ولماذا يرى الطالب ذلك المعلم , مجرد مذكرة كتب على غلافها ( بطولاتي أيام الثانوية ) .
ولماذا المذكرة مازالت في الحقيبة , والقلم الأحمر في جيب الحقيبة , والحقيبة مازالت في المدرسة , لم تخرج من باب الحارس . معلم يرى الطالب لا يستحق ولا يستحق ولا يجب أن يكون , وآخر يرى الفصل و الصف ورقة ملخص نهاية العام ( ومنها الاختبار ) . وآخر يسهر حتى الصباح في الاستراحة مازحا , ضاحكا سعادته لا توصف وفي المدرسة يقول ( ما أجمل الاجازة المرضية ) .
وفي الجهة المقابلة طالب تراه في قصر الافراح يحمل في جيبه قلم كنوع من الاكسسوار , وفي المدرسة , في الفصل , في الاختبار ( استاذ ما عندي قلم ) , وفي نفس قاعة الافراح تراه طوال الليل أمام المرآة ( يضبط الشماغ والعقال ) وفي طابور المدرسة ( استاذ لازم يعني البس شماغي , مصدع والله ) .
( طالب ومعلم ) هكذا كل واحد منهما ينظر الى الأخر . وكأنما المدرسة اصبحت حلبة من التحديات يحركها صوت الجمهور وفي نهاية كل جولة نترقب من سينتصر ( القلم الأحمر أم المذكرة ) ؟؟ معلم صورته تهتز حصة بعد حصة , شخصيته تعسف في كل مرة , إلى أن أصبح الأخير في طابور التعليم , والحلقة الأضعف نهاية كل سلسلة . وفي المقابل ؛ طالب انتهز الفرصة ليستمر في رسم كاريكاتيراته الساخرة على صورة المعلم كهواية أو سمة بطل . لكن الغريب المثير للتساؤل لماذا خارج المدرسة ثمة طور من العلاقة الهادئة بين الطالب والمعلم ؟!! ربما !! ولكن إذا كانت المدرسة هي الفتيل !! من الذي اشعل ذلك الفتيل ؟! ثم سكب الوقود ليزيد من حجم اشتعال الفتيل ؟!!
مجرد تساؤل !!! .
* الطالب جل وقته تقنيا , تراه مبدعا محترفا ما إن يمسك الهاتف الذكي ( الجوال ) ؛. أكثر تشويقا واشتياقا عندما يلعب البلايستيشن رغم أنها مواد علمية معقدة . سؤال !! ألا يصبح الكتاب مملا بالنسبة اليه ؟ !!
ماذا لو كانت الرياضيات , الفيزياء , الكيمياء ...( بلايستيشن )؟!
* طالب يفصله اسبوع واحد عن الجامعة تراه يتسلق سور المدرسة إلى خارجها يتطاول على معلميه , سلوكيات مضطربة . وخلال اول اسبوع له في الجامعة تراه منضبطا. مجتهدا يبادل الاحترام باحترام . رغم ان الفترة الزمنية له بين اسبوعه الاخير والاول بين المدرسة والجامعة مجرد سحابة صيف .
* طالب في الصف الاول ابتدائي وبنفس مسمى الطالب , طالب في الصف الثالث ثانوي يجمعهما نفس الطابور الصباحي, نفس التمارين , نفس الخطاب , نفس اللائحة ؛ ألا يصبح كلاهما بالنسبة لنا هما نفس الطالب ؟!!
* يقابل كل هذا معلم كتب قصته ( مخرج سينمائي ) لم يكشف عن هويته بعد , فيلم من بطولة ( معلم صورته مهزوزة , مثير للسخرية , يمشط شعره على جنب , ثيابه رخيصة , يضع على عينية نظارة كبيرة , ويحمل في جيبه دائما القلم الأحمر ) مثقفو المجتمع هكذا ينظرون إلى المعلم !! فكيف سينظر إليه الطالب برأيكم ؟!!
مجرد تساؤل !!! مع اعتذاري بكل تأكيد واحترامي الجزيلين لكل طالب , ولكل معلم , ولكل إداري , ولكل وزاري ؛ لا يصفه , ولا يخصه , ولا يعنيه مقالي هذا ( الطالب والقلم الأحمر )