أمل الغامدي
ﻻيخفى علينا أن بر الوالدين فضله عظيم وبركة كل شيء.. لكن مالذي استجد في هذا الموضوع إن مانشهده من أجيال تحمل مفاهيم غير متزنة عن مفهوم بر الوالدين والكثير من التبلد واللامبالاة كما أنهم يضعوا شعار الحرية وممارسة الحقوق عائقاً يبعدهم عن تلك الطاعة الحسناء لوالديهم.
فقد أمرنا الله تعالى بطاعتهما إﻻ في معصيته ويدوم مع ذلك اﻹحسان إليهما.. ماذا نسمي رفع الصوت على الوالدين ﻷخبرهم بأنه من حقوقي كذا وكذا ولي أن أكون حرا وليس لهم أن يأمروني.
ﻻبد أن نفهم مصدر تلك المفاهيم ونوازنها مع حياتنا حين يأمرنا الله تعالى ببر الوالدين ﻻبد أن يتخلله الصبر والتنازل عن بعض حقوقنا واﻹتجاه نحو الطاعة مع وجود بعض الحوار والنقاش لكن دون تجاوز حدود البر المرغوبة فمحبة الوالدين ورضاهما توفيق وبركة لربما برك فتح لك بفضل الله أبواب الخير ومسالك النجاح ﻻيجب أن يعتقد اﻷبناء أن برهم لوالديهم يفقدهم حقوقهم وحريتهم ويمس كرامتهم ولربما يأتي دور الوالدين هنا لخلق التوازن في علاقتهم بأبنائهم بروا أبنائكم ليبروكم .. فالوالدين اﻷكثر حنانا وعطفا وحبا ﻷبنائهم هم اﻷكثر حوزا على البر والطاعة إﻻ في بعض الحاﻻت والتي ﻻتعود كمسبب للأبوين إنما هي مؤثرات أخرى خارجية كاﻷجهزة التي في متناول اﻷبناء دون رقابة ورفقاء السوء وتيار المجتمع اللاواعي.
أرى أنه ﻻبد من عمل دورات متكاملة للآباء واﻷبناء للتثقيف وتحسين مستوى العلاقة بينهم وزيادة التوعية للأبناء بأن البر طاعة لله تعالى ليس إختياري وﻻ انتقائي بل واجب يستلزمه كوننا مسلمين نرغب رضوان الله تعالى ومن جانب آخر على الوالدين حسن التربية والنظر بعطف تجاه اﻷبناء ومحاولة فهم طريقة تفكيرهم التي قد تكون بعيدة نسبياً عنهم والهدف في النهاية الحصول على أسرة مستقرة بناءة.