أ. جابر ملقوط المالكي
ما كنت أظن الضوء يذبح، ولاحسبت الليل يفضح، حتى وقفت حزمة آمال في حضرة الخيال، طرقت باب العشق
والهوى، والتمست جذوة من الغرام والنوى، فبرز لي الحرمان بحد المرهفات، وأردفه غراب البين يعزف ألحان رباعيات الفراق،والتقت من هنا
وهناك نشاشيب وكلاليب غيظي تتخطف حظي، وتنشب معكوف شوكها في باطن قدمي،وتكشر أنيابها تسيل زعاف ناقع سمها في ناصية
ألمي،كان الوقت متأخرا من الهزيع ، والخجل في حمرة الجمر يضيع، كلماتي مبهمة ،وإفصاحي تقاسيم همهمة،أحلام اليقظة والمنام أوهام أمامي،ورعشة أهداب الخريف تفتت
بارد عظامي، نصالي تكسرت على وصالي، وأوصالي تهاوت عروشها على هام حالي،ألتفت فيلطمني الظلام، أسمع صرخة آهتي إن هممت بالقيام، أعاود الجلوس فويق عرشي، فلا أجد غير محدودب
نعشي، تنقلني أرجوحة غرامي إلى موحش قبري، ومشت في تشييعي عاقبةأمري، ووسدني خلي التراب، وحثا على وجهي أسئلة دون جواب،وغادرني شعري ونثري، وأتاني طيفي ينسف بالمعول أجري، وأقاموا لي تأبينة عاشق هناك على منبر ذكرياتي، ونصبوا سرداب عزائي، وقرؤوا وصية ذبحي على أبنائي،وتوافدت أسراب البوم ،وشيء من طيور الشؤم تجتر تراتيل معلقات وداعي، وعلى أطراف الركام نهيق النواعي، والفاصل ما بين الوهم والحقيقة أن يزيد عمري دقيقة، فلاح صباح الخير ينضح في وجهي وشيل الاستغفار، ورددت لساني مع المحاني جوامع الأذكار،فدبت الحياة في جسدي ، وتحركت نحو الأعلى أصابع يدي ، وهتف بي الوضوء ودنا بي قدم مثقل ينوء وألقاني كفني على خميل سجادي،وصحوت من غفوتي وأنا أنادي:لا إله إلا الله،فأخبروا عني من أعياني أنه أحياني ، ومن ألجمني قد أطلق عقدة من لساني، فأهلا بالحب وسيلة للحياة وشعاع قشة للنجاة.