هنوف الثقفي
تضحك في وجه الكاميرا و بداخلها الف جرح من مرض شل أطرافها ..
وتبكي أخرى لانها لم تجد فستان بلونها المفضل ..
يسعى جاهدا لعلاج أمه المريضه بالفشل الكلوي ، واخر يسعى لجمع المال لشراء سياره جديده يباهي بها صديقه ابن الباشا ..
يرمي بقايا طعامه لانه أصيب بالتخمه بعد وليمته الكبيره ، واخر يبحث في نفس الطريق عن بقايا طعام تسد رمقه ..
كلاهما يعيش بنفس المدينه ، وبنفس الشارع .. هذا فقير معدم وذاك غني بّطر ،زوجه الاول تنام على الارض تفترش قشاً بدون غطاء ، وزوجه الاخر تبحث في كل مكان عن سرير يريح جسدها مرصع بذهب وفضه ، أبنه الاول حافظة لكتاب الله وأبنه الاخر الهتها أموال أبيها عن لذه الحياه الحقيقه ، بيت الفقير المعدم لايخلو من سوره البقره ، وتراتيل الذكر ، وكلمات البر ، وبيت الغني لايخلو من صارخ أب او بكاء ام ..
صوره لاأعممها لكن بين سطورها حقيقه ، فالله يعطيك شئيا ويعطي غيرك شئيا أخر ..
فأن كان أحمد أغنى منك فربما أنت أتقى منه ، وأن كان حسام أسعد منك فربما هي صوره خلفها الف الم وحزن لايظهره ، لاتحكم على شخص بصوره او بموقف واحد ، فحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم مات له الحبيب والقريب وكان أكثر الخلق تبسما ، فهل تبسمه الكريم يجعل حياته خاليه من الفقد او الحزن ؟!