عندما كنت صغيرا كانت أمي ُتهديني عند بكائي كلمات تجعلني أنسى رهبتي وحزني ، فتقول منزل فيه أباكِ لايدخله الالم .فلما كبرت تعمقت بداخلي تلك الكلمات الصادقه فأذا غاب أبي غابت الفرحه المُلهمة ، ودنى ظلام الُدجى..
وأن حضر فأن عبق الياسمين ، ورائحه الورد ولذة الحياه الدنيا هنا بين كفيه ..
بحثت كثيرا في سبب تعلق الفتاه بأبيها أكثر من كل البشر ، فهي به تعيش وله تسمو وعليه تستند ..قيل أنها الفطرة تلمُ شمل بنت وأبيها بحبٍ عظيم وروابط قويه تأبي أن ُيضعفها الزمن ولو أجتهد ..
وقيل بأن البنت بطبعها خجوله رقيقة ، تشبه أخضر الشجر ، وأن والدها هو الحاجز لها عن كل ضرر ومرض ، فهو السند والعزيز الذي لايخذل ..
وأقول بأن الانثئ زهره بيلسان تحتاج لساقيها ، وأن الساقي الرحيم هو والدها ، فكل فتاة تُكسر بفقد أبيها فليس هناك بشر يساويه ، ولاحبيب ُيغني عنه ، فكلمات الاب لطفلته كالدواء تنساب في أعماقها فتُشفى وتنسى الالم..
وأن من أعظم الادوية لقلوب النساء قول محمد عليه الصلاه والسلام لفاطمه
«فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد سائني، فاطمة أعزّ الناس عليّ».