ياسيدي : دانة من لها ؟
دانة طفلة في عمر الزهور، يشع منها النور ، تراها فتضيق من كمدها الصدور ، في عينيها صورة حبيبها ، وفي يديها حبة حلوى من مخزون دلالها ، وعلى خديها بياض يحاكي بقايا قبلات أبيها قبل مرارة الرحيل،هذه الطفلة وبقية إخوتها وأترابهم من أبناء ضحايا الخميس الأسود في مكتب تعليم محافظة الداير _ بني مالك _ وعلى مدار شهرين لم يجدوا من يأسو جراحهم، أو ينسيهم رؤية جدران مكاتب آبائهم تتلطخ بقاني الدماء ، الأوراق الأقلام المذكرات الحواسيب والحاسبات ، اختلطت بطاهر الأشلاء ، وهناك خلف أبواب الفزع والجزع يتثر عقد البكاء ، وترتجف الأيادي من الغد المشؤوم ، فالبنوك أطبقت على الرواتب لاستيفاء المديونيات ، وذات اليد لا تطول بالمناسب ، والآل لهم
وفيهم ما يكفيهم على مختلف الجوانب ، و(الروتين) بطيء ممل لا يرى دمعة ، ولا يسد جوعة ، ولا يسقف بيتا ، ولا يصب زيتا ولا يحمل قلبا ولا يضيء أملا ، فمن لدانة ولأسر الشهداء السبعة الذين قضوا نحبهم على رأس عملهم؟
بل ومن لأسرة القاتل الذي ذهب ضحية فكر أو سحر؟.
سيدي خادم الحرمين ، ومنك لسمو المحمدين : الأسئلة يضج بها الضمير ، والحال يستدعي عاجل أمر يكمل بناء ، يجلب قوتا ، يرحم روحا ، يوقد شمعة ، الأمرسيدي أمام ناظريكم ، والحال بعدالله لا يخفى عليكم ، فالبدار البدار، قبل خراب الديار جعلت فداكم حماة الذمار، فكلنا منكم ولكم وبكم الولاء والفداء وصادق الدعاء بالعز والتمكين ، والنصر المبين.
بقلم الاستاذ/ جابرملقوط المالكي -جازان - مكتب تعليم محافظة الدائر- بني مالك.