هل برغم انفتاحنا على العالم بشكل أكبر , وتشعب الثقافات المختلفة بتعدد تقنياتها المؤثرة
أصبحنا سجناء عاداتنا ومعتقداتنا الحالية , وحصرنا أنفسنا في محيط الإكتفاء بالذات حتى ظننا أننا سعداء حين عزلنا أنفسنا عن قيمنا وعالمنا البسيط في تفاصيله وتمسكنا بقشور حديثة, باتت خارجة عن المألوف في أغلب ما نعيشه اليوم .
فرغم عجلة التقدم والتطور, حجبنا نوافذنا عن اشعة الشمس , أغلقنا أبوابنا, و صنعنا حواجز اسمنتية حتى أننا لم نعد نملأ رئاتنا بالهواء النقي .!
واستعمرتنا التقنية بفوضى عارمة , وضوضاء انشغالتنا اليومية حتى فصلتنا عن عالمنا الذي يجب أن نكون عليه من البساطة والتقارب فيما بينا وأصبح وقتنا ضيق , و رتم حياتنا سريع , لا يسعفنا الإجتماع على مائدة الطعام , ولا الإهتمام بشؤون الأسرة إلا لنصف الوقت أو لبعضه ..!
أصبحت بيوتنا باردة العاطفة , كثر الإحتياج , وقل الإحتواء بحجة ثقافة الإنشغال الدائم , واستقينا من المجتمعات الآخرى مفهوم الإستقلالية بأشكال وأبعاد مختلفة طغت سلبياتها على إيجابياتها, ولم يعد هناك أهمية لأهم الأولويات في حياتنا , و لم نعد نتشارك المسؤوليات ولا حتى تلك الهموم الصغيرة فكلاً منا صنع صورة عالمه الخاص بنفسه بمعزل عن محيط الآخرين , فجهلنا ما نريد , وما لا نريد من سمة التجدد الحضاري بكل ما يحويه .
لندخل متاهات آخرى أكثر تعقيد , وحيرة مما يجب في علاقتنا مع الناس, أفقدتنا المعاني الحقيقة لروح التآلف فيما بيننا , أفقتدنا لذة اللقاء , ومتعة الحديث , أفقدتنا البساطة في أبسط أمورنا و أصبح التكلف , والترف سمة عصرنا , هجرنا عاداتنا الجميلة في التواصل بشكل أو آخر مع القريب , والصديق , والجار, فختلفت قيمنا مع كل الأنماط الحديثة في عصرنا هذا .
فتغيرات الزمن السريعة غيرت قيم التواصل الأسري والإجتماعي الحقيقة وأحدتث فجوة من البعد على مستوى الروابط بين أفراد المجتمع الواحد , فتجاهلنا حقوقاً و واجبات علينا و لنا , وكأنها في المقام الأول لم تكن هي تلك الحقوق الإسلامية التي أمرنا الله لنتمسك بها لبناء كيان إنساني مشترك يقوم على الإحسان و منهج تراحم يعيش وريده على التواصل الإنساني , و ينبض قلب مجتمه على المحبة والألفة .
" إن الانسان كلما ترقى في الإيمان ترقى في القيم والأخلاق التي تحكم أقواله و أعماله "
سلمان العودة