وما الحسن في وجه الفتى شرفا له *** إذا لم يكن في فعله والخلائق
السلوك القيم و الأخلاق الحميدة عادة ما يسكن بداخلها أشخاص لطفاء , بسيطين , مطمئنين , ليس في قلوبهم حقد ولا غل ولا هم يحزنون.
هم من يجعلون الحياة لها معنى عظيم في ذواتهم و للآخرين , فيصرون على أن يبقى جميع من حولهم سعداء تماماً مثلهم , حتى لو كانت الحياة التي يعيشونها رأس على عقب , و لا يوجد لها متاعاً.
فيها سوى كلمة طيبة , أو خلق حسن يشعرهم بأن الدنيا أجمل مما هي عليها في الظاهر أمامهم ,
فالسلوك القيم و الأخلاق الحميدة و الكلمة الطيبة أمر شرعي أخبر الله نبيه بها حين قال تعالى : ( وانك لعلى خلق عظيم ) و كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) مسند البزار عن أبي هريرة , و حثنا الرسول بقوله : (( إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا )) , فمن اخبر أن الخلق الطيب عيباً أو نقصاناً فذلك دل على عقله و جهل الشخص عن تصرفاته التي يفعلها , و الخلق الحسن له عدة.
محاور يمارسها مع المحيطين به , منها الخلق الحسن مع الله , و مع النفس , و الآخرين و منها المخلوقات , و بطبيعة الإنسان حين يرى السلوك القيم ينجذب إليه أي كان ذلك السلوك أو التصرف الناتج من بيئته فيتجه نحوه , ويصبو إليه , و بالتالي يكون من داخل الفرد سلوك أخلاقي جديد نابع من بيئته , كذلك السلوك الغير أخلاقي غالباً لا ينظر إليه في مجتمعاتنا كسلوك و إنما يكون كمعادياً للمجتمع , و مضاداً له , و أغلبنا نتجنبه بما يعارض الدين والثقافات والعادات و إلى ذلك.
فمن مكارم الخلق الحسن منها النزاهة , و الترفع عن سفاسف الأمور , و حفظ الألسن من زلاتها , و الأدب , و الكرم الخ , فهي ترفع شأن الأمة و مكانتها , و تزيدها علواً و تقدماً كما قال لنا الشاعر أحمد شوقي في بيته :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فالسلوك القيم والأخلاق بصفة عامة يعتبر من أهم الأمور التي لابد أن نتحلى بها, و مما لها أثر على النفس و على الآخرين في تصرفاتهم فيساعدهم على كسب السعادة و الراحة و لها أجر عظيم و الثواب من الله تعالى و اقتداء للنبي صلى الله عليه وسلم , فلابد منا أن نفتش في مشاعرنا و نبحث عن الخلق الحسن في أنفسنا , و الكلمة الطيبة في ألسنتنا , و الود , والتسامح , و الإخلاص في أفعالنا و لو بجزء قليل في حياتنا فقط كي نخبر العالم بأنه مازال بخير .