للأسف الشديد هناك من يكيل بمكيالين فإن كان الأمر لصالحه فهو يؤيده ويباركه وإن لم يصب في مصلحته عارضه وبشدة لدرجة رفضة قلباً وقالباً .
يتضح لنا هذا جلياً من خلال مشاهداتنا اليوميه لم يبدر من البعض ،فعلى سبيل المثال للحصر ،نجد أنه إذا تقدم أحدهم لخطبة إبنتهم المطلقة يفرحون ويوافقون بلا أي تردد ،بينما يوبخون إبنهم لطلبه الإرتباط بمطلقة ،بل يعترضون ولا يكترثون لحديثه وكأنه طلب غير قابل للتحقيق البته!.
وهناك من يرفض أن تتزوج إبنته من شاب كانت لديه علاقات سابقة بحجة عدم ثقتهم في سلوكه بعد الزواج وفي نفس الوقت يبحثون لإبنهم ذي العلاقات المتعددة عن فتاة يزوجوه لها لكي يستقر ويبتعد عن تلك العلاقات!.
وبعض الجيران تجدهم يراقبونك متى دخلت ومتى خرجت ومن زارك وماجديدك وعندما تقع في مأزق لا تجد من يعينك ويسأل عنك !.
وهناك من يشتم الغرب ويكيل لهم التهم ويعترض على سلوكياتهم وتجده يبحث عن بعثة أو هجرة لبلادهم !.
وآخرون عندما يستهويهم الأمر يقولون خير البر عاجله ،وعندما لايتفق مع أهوائهم يقولون في التأني السلامة وفي العجلة الندامة !.
والبعض للأسف تجده يصلي الفروض الخمس في المسجد ويصوم ويزكي ويحج البيت ولكنه يتعامل مع الآخرين بفظاظة وغلظة ونحن نعلم أن الدين المعاملة .
ومن يقف على المنابر ويدافع عن حقوق المرأة والطفل وعدم تعنيفهم قولاً وفعلاً وهو في منزله لا يُعير زوجته وأبنائه أي إهتمام ولايراعي مشاعرهم ويعنف صغيرهم قبل كبيرهم!.
وقد تجد بعض الفتيات محتشمات في الملبس ولكن تصرفاتهن في منتهى التحرر والتفسخ الأخلاقي .
وهناك من يقمون بعمل برامج غذائية توعوية لمحاربة السمنة وأمراضها وهم لا يتناولون سوى الوجبات الدسمة والأطمعة السريعة واوزانهم تتحدث عنهم!.
وعندما تطلب أم الزوجة من زوج إبنتها توفير خادمة لمساعدة إبنتها بينما تطلب من إبنها أن يوفر ماله ولايسرف ويترك زوجته تقوم بخدمته وخدمة بيته وأبنائه !. وأخيراً وليس بآخر من يحلل لنفسه و لإبنه التعدد ويرفضه من زوج إبنته !.
هذا غيض من فيض من تناقضات يقع فيها البعض دون وعي بخطورة إستمرارها وتوارثها جيلاً بعد جيل ، فلنضع أنفسنا موضع الآخر لنصدر أحكام عادلة دون تجني او ظلم فغداً سنحاسب على كل صغيرة وكبيرة فلنكن عادلين وعندما نكيل فلنكيل بمكيال واحد لا بميكيالين .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
شوشو
18/04/2016 في 11:04 م[3] رابط التعليق
روووعة صدقت نحن نعاني كثيراً من هذا التناقض للأسف فأصبحنا في حالة يرثى لها ، طرح راقي كرقيك عزيزتي.
أربعيني لماح
19/04/2016 في 7:35 ص[3] رابط التعليق
مقال جميل يحكي مدى التناقض العجيب في المجتمع , هذا ما نهيى عنه الله عز وجل في كتابه الكريم فقال سبحانه ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون , وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون). تحية لكِ أستاذة مرفت على طرحك المميز وإنتقائك الجميع
Meme
20/04/2016 في 3:45 م[3] رابط التعليق
مقال يطابق الواقع كثيراً وهناك أمثلة كثيرة فيها تناقض عجيب ،إزدواجية في التفكير ،نسأل الله أن يصلح الحال،طرح واقعي جداً ،قلم راقي.
Medo
20/04/2016 في 3:51 م[3] رابط التعليق
انا معك ١٠٠% فعلا هناك تناقضات في المجتمع العربي يجب معالجتها للتخلص منها،عاش قلمك وتسلمي على هذا الطرح.