شعر الهايكو أو ( هائيكو) باليابانية هو عبارة عن ألفاظ بسيطة تكوّن معناً شاعرياً وإحساساً عميقاً وذلك بسبعة عشر مقطعاً صوتياً فقط في ثلاثة أسطر . السطر الأول يتكون من خمسة مقاطع والسطر الثاني يتكون من سبعة مقاطع والسطر الثالث يتكون من خمسة مقاطع صوتية كذلك ويعتبر ماتسوو باشو (١٦٤٤ - ١٦٩٤م) أحد أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ (قرن أوساكا الذهبي ) هو المعلم الأول لهذا النوع من الشعر والذي امتد فيما بعد ليتجاوز حدود اليابان إلى جغرافية عالمية لا حدود لها ليصل إلى العالم العربي ضمن المثاقفة العربية الغربية العريقة فالبعض يرى أن محاولات الهايكو العربي بدأت في الستينات من القرن الماضي على يد الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة في توقيعاته وبرقيات الشاعر السوري نزار قباني وغيرهم من أصحاب التوقيعات والبرقيات في تلك الحقبة .
وهناك ترجمات عديدة للهايكو الياباني والعالمي الى اللغة العربية وخاصة في العقود الأخيرة قام بها عدد من المترجمين العرب .ومع أن كثيراً من النقاد العرب لايعترفون بالهايكو العربي كفن شعري مستقل بل يرونه جزء من شعر النثر إلا أن عدد شعراء الهايكو في العالم العربي في ازدياد مستمر والهايكو العربي عموماً لم يلتزم بقواعد وشكل قصيدة الهايكو اليابانية بل خرج أيضاً عن ذلك إلى نسق وفكر يتنافي مع مفهوم قصيدة الهايكو اليابانية في التصوير الشعري . ومن أدبائنا الذين بحثوا في كنه قصيدة الهايكو وأنواع كثيرة من الفنون الحديثة (سيأتي الحديث عنها في مقالات قادمة ) -إن شاء الله - وتعمقوا بها الأستاذ الأديب الشاعر عبده فايز الزبيدي والذي نظر إلى الهايكو العربي بشكله الحالي على أنه هايكو نثري حيث رأى أنه لابد من وسمه بطابع الشعر العربي ليصبح هايكو عربياً وذلك بكتابته على تفعيلات الشعر العربي بشكل الهايكو الياباني خمسة مقاطع وسبعة مقاطع وخمسة مقاطع صوتية وضع لها الأسس والقواعد التي نشرها في عدد كبير من المواقع
وناقش برأيه هذا العديد من شعراء الهايكو وكذلك النقاد وهذا من وجهة نظره مما يحفظ للغة العربية مكانتها في الشعر من حيث الجرس الموسيقي الذي تميزت به على العديد من اللغات في كتابة الشعر مثله في ذلك مثل شعر التفعيلة الذي أُخذَ عن الغرب أيضاً مرسلاً ثم أصبح يبنى على تفعيلات الشعر العربي لكنه لا يلتزم بعدد التفعيلات او القافية الموحدة للنص فكذلك الهايكو يرى أستاذنا أنه
يجب أن يدخل إلى الشعر العربي عن طريق أوزانه ويظل على شكله الياباني في بناء المقاطع
علماً بأن تلك المقاطع كما يرى هي أساس شعر الهايكو وما خالف ذلك فلا يعد منه.
ويعتبر الأستاذ عبده فايز هو أول من كتب شعر الهايكو على أوزان الشعر العربي كأولية تسجل له . تكون أنموذجاً إبداعياً لتعريب شعر الهايكو .
أمثلة على شعر الهايكو
هايكو عربي بغير أوزان الشعر العربي :
تكذب على الجميع
عاتبوها ، فصمتت
الوسادة. *
* بشرى البستاني - مجلة رسائل الشعر العدد الثالث
هايكو عربي بأوزان الشعر العربي
إني علقت بجملة
في صفحة الخد المنقح
غادتي هاتي الكتب!*
* عبده فايز الزبيدي - بوابة الشعراء


