هناك بعضُ أصحابِ النفوسِ المريضةِ ممن يستغلون مناصبهم ونفوذهم الوظيفي في تخويفِ الناسِ الذين يصطدمون معهم في قضايا ؛ ظَنًّا منهم أنهم يستطيعون بمكانِ عملِهِم ومكانتِهِم أنهم يحققون مايخططون له في تحقيقِ مايريدون في زمن العزم والحزم مع علمهم المُسْبَقِ أن معظم القضايا مكانُها القضاء وهو القادر والفاصلُ فيها وليس مكان عملكم أيُّها البُلَهَاءُ!.
وكم كنتُ أتمنى من الذين يعملون ذلك أن يستغلوا نفوذهم وسلطتهم في تحقيق مصالح الناس وتسيير أمور خلق الله، لكن للأسف الشديد يم استغلالها في أذية الآخرين وتهديدهم ، وهذا ماجعلني اليوم أُجَنِّدُ أوراقي، وأقفُ عند هذا الموضوع والمعضلة التي دائمًا مانسمع عنها من بعض ضعاف النفوس الذين يجعلون من أماكن عملهم عند ذكرها للآخرين وكأنهم يقولون (لاتكلمني) ولاتقف ضدي لأني أعمل في مكان كذا وكذا وسوف أحقق ماأريد وهم للأسف جهلاء وأقولها بالفم المليان : أنهم جُهَلَاءُ.
وسوف أذكر لكم قصة حصلت لي حين اتصلَ بِيَ شخص سائلاً دون أن يذكرَ ليَ اسمُهُ : أَأنت فلانٌ ؟ قلت له : نعم؛ قال أنا زوجُ فلانةَ التي أوقفت عُمالها من البناء (واشتغل في الإمارة) ، ياسلام سلم على هذا القول ، يعملُ ويشتغِلُ في الإمارة وكأنه يقول لي : انتبه واحذرْ يا هذا ، واعرف حدودَك ومع مَنْ تعلبُ؟؟
لكني سألتُهُ : لماذا تقولُ ليَ : أنك تشتغلُ في الإمارة؟؟ وماذا تقصدُ من قولك هذا ؟؟ وماذا تريد أن توصله لي بقولك هذا ؟ هل هو تهديدٌ لي أخي الكريم بمكان ونفوذِ عملك لو كنت محق أنك شغال في الإمارة انتهى.
والله إنه لأمرٌ مؤسفٌ ومخجلٌ في الوقتِ نفسِهِ أن يَبْدُرَ من بعضِ الموظفين مِثْلَ هذا القول ، ويجعلون من أسماء أماكنِ عملهم تهديدًا للآخرين، وهم يعرفون جيداً أنه بقولهم هذا يعد إساءةً لمكانِ عملهم في المقام الأول والأخير، مع يقينيَ التامِّ أن قولهم وفعلهم هذا لن يقبله المسؤولون عنهم بأن يجعلوا من أسماء أماكن عملهم تخويفًا وتهديدًا للآخرين.
لهذا نقولُ لمثل هؤلاء الموظفين المخدوعين في أنفسِهم والذين يتخذون من أماكن عملهم تهديدًا للآخرين : إن أماكنَ عملِكم جُعِلَتْ لخدمة المواطنين وليس لتهديدهم ياحضرةَ الموظفِ ، وأقول لكَ ولكل موظف في الدولة ويفكر في تهديد الآخرين هذا ضَرْبٌ من ضُرُوبِ الفسادِ ، بل يُعَدُّ إساءةً لهذا الموقعِ الذي تعملُ فيه حين تجعلُ منه تهديدًا مع مَنْ يدخلُ معك في أيِّ مشكلةٍ ، سواءٌ أنت أو لأحد أقاربك ، ألا تعرفُ ياسيدي أن هناك محاكمَ جعلتها الدولة -أعزها الله- للفصل بين المتخاصمين وليس اسمَ مكانِ عملك ياصاحبَ مقولةِ : أنا شغالٌ في الإمارة.
ودمتم سالمين
التعليقات 2
2 pings
حنجور
14/08/2020 في 8:32 ص[3] رابط التعليق
أمارة المنطقة هي سلطة مهيمنة على جميع الإدارات الحكومية والموظف بها الذي يجعل هذه السلطة سلاحا لتحقيق رغباته إنما يعاني من مركب نقص ويحتاج لمعالجة سيكلوجية
احمد عسيري
15/08/2020 في 2:01 ص[3] رابط التعليق
كلام من ذهب وليت كل موظف حكومي يستشعر موقعه الوظيفي.
وان يكون في خدمة الناس جميعاً.
شكراً استاذ خالد