لا اعتقد ان احداث الفيلم تدور احداثه في عام ٢٠١٠ م صدفة ، وهو العام الذي حصل فيه مايسمى ب " الربيع العربي " ،
او نجد ان اسم المدرسة في الفيلم " ابن خلدون " وهو مؤسسَ علم الاجتماع الحديث والذي يعتبر من علماء التاريخ والاقتصاد في إشارة الى تحولات المجتمع ، ويتجلى ذلك في مشهد فساد قائد المدرسة المرتشي والبذيء ، وتهديده من بعض الطلاب في حفل تخرجهم في عام ٢٠١٠ وبث مقاطعة على الحضور ، الا اشارة واضحة لما كان يحدث في العالم حينها.
كما لانجد ان مسمى الفيلم (شمس المعارف) عند شاب يرغب في صناعة السينما ، الا اشارة الى خطورة وتأثير هذا الفن .
فالكتاب الذي يعتبر من أشهر كتب السحر والشعوذه في العالم والمليء بالرموز واساطير الرعب ، يمكن تشبيه بالسينما، فللسينما سحر وتأثير ، وتستخدم الرموز فبطل الفيلم يقول " ان فيلمنا راح يكون قائم على الرمزية ومابين السطور" ، لكن ايضا لا تعلم متى ينقلب السحر على الساحر ، او كما تقول العامة لاتستطيع ان تحضر الشيطان دون ان تتعلم كيفية صرفه .
الفيلم يحوي الكثير من الغضب على الكبار ، فهو يدينهم ادانة بالغة فكل النماذج لاتسطتيع ان تحتوي الشباب والاصغر سنا، ولاتتفهم رغباتهم وطموحاتهم ..
فالاب لايهتم الا بمزاجه الشخصي ،والمعلم ضعيف الشخصية لا يستطيع ان يقدم لهم الكثير ومتواطىء مع ادارة المدرسة ومحدود القدرات ويتضح هذا عندما يصفه بانه مدرس فيزياء وليس مدير التعليم حتى يسمح لبنت بدخول المدرسة،(( كما توجد اشارة هنا ان علم الفيزياء هو علم الطبيعة ، من هنا نعلم لماذا كان البطل مدرس فيزياء ))
وهو لايفهم في التقنية " لغة العصر "يتجلي ذلك في مشهد هزلي يتحدث فيه عن تويتر .
والام لاتهتم الا بالاطعام وعمل ( الشكشوكة ) وتبشر بان الفرصة الوحيدة له ان يكون حارس امن في اشارة الى تطبيق الانظمة في الحياة العامة .
وكذلك الاخ الاكبر ، وقائد المدرسة ،وحتى من وجدوه ليمثل معهم شخصية "عم دغرير " ، نجده اتى ليأكل على موائدهم ، ويخبي الاكل في جيبه ..
وامعانا لهذا الغضب والادانة نستدل بعبارة تقولها شخصية حسام " الكبار كلهم ذوقهم زي .... ".
هناك لمحات اخراجية غاية في الروعة فقائد المدرسة يدخن عند لوحة ممنوع التدخين في إشارة واضحة لاختراق القانون من منفذ القانون .. الا ان الممثل لايبدو في احسن حالاته ، كما لا ادري لماذا تعمد صناع الفيلم ظهور كل الالفاظ النابية ، الزقاقية ، فهل هي بحجة الاقرب الى الواقع وان هناك الفاظ أقذر في المدارس والشوارع ، او بسبب عدم وجود ثراء لغوي لكاتب الحوار ليستطيع ان يعبر بالكلمات عن مصطلحات شعبية محلية اقل استهجانا .
فكلمة " خرا ، زق ،" واولاد الكلب ، ومزبلة " تكررت بشكل لاينفع معه الغفران ، وهو يذكرني باسلوب ام كلثوم في اغنياتها " او ما يسمى بالبنائية " الاعادة والتكرار لكن بشكل عكسي فاذا كانت ام كلثوم تعيد الكوبيلة باكثر من مره حتى يحصل لحظة تشبع طربية تامه.
فان تكرر الالفاظ جعلني في لحظات من الفيلم ارفض ان اسمع المزيد .. فهل هذا مقصود من صناع الفيلم ؟
كما يبدو ان صناع الفيلم لديهم رغبة عميقة في اظهار محلية الفيلم والتعبير عن الثقافة الشعبية ، الا انهم تورطو كثيرا بسبب ذلك فبعض الكلمات ،رغم اني ولد " جده " لكنها لاتستخدم الا في بعض الاوساط الشعبية المحدودة وفي اطار ضيق ، وكان بالامكان الاستعاضة عنها بمفرادت اكثر انتشارا داخل المجتمع السعودي ، فعلى سبيل المثال كلمة فقي بمعني "غبي " ، الا انها تاتي بمعاني دارجة اخرى سواء محلية او عربية ..فتأتي بمعني عنصري فهي تقال للشخص الصغير الافريقي .. ولها معاني بلهجات اخرى كالاعمى او قاري القرأن او الفقيه ، وهذا شي لاينبغي .
ومطعم "البيك" الذي اصبح اعلانا ، فهم ياكلونه عند اشهر معالم جدة نافورة الملك فهد ، و لدي استهجان لبعض الابتذال في طرح فكرة عيال الحارة عن العلاقات ، كلمة الواد حقك ، ويقرش .. الخ وصوت شخصية " يعن" وتأوهاته عندما يصرخ بصوت نسائي تكررت في الفيلم لتفجير الاضحاك بشكل مبتذل .
و لكن يشتد هذا الحشو للثقافة المحلية في فكرة وصف قائد المدرسة الفاسد والمرتشي والبذيء للطالب بطل الفيلم بكلمة "يهودي؟" مما يجعلني اتسأل كيف كان سيكون وقع هذا في افتتاح مهرجان دولي ؟ وهل هذه صورة مطلوبة ؟ بغض النظر عن صحتها من عدمه .
كما ان هناك عدة عبارات ومفاهيم استهلاكية تنطلق على لسان الشخصيات او في اغاني الراب الخلفية للمشاهد تحتاج للتوقف عندها" المدرسة عبارة عن سجن ، تبا للدراسة من اجل صناعة الافلام ، كل اللي درسته مالو لزوم، والله ماحد يقول للفلوس لأ، غصبا عليك تنتمي الى القطيع او تتاكل ، المستقبل ماهو خيار واحد ، خليك حر زي الطير ممكن المستقبل مايكون خير " .
اما عن اداء الممثلين فهو مقبول ومتوقع فبراء عالم لديه مشاهد ممتازة كمشهد التخرج اثناء جلوسه مع عرابي والحديث عن التحصيلي ، لكن ابراهيم الحسن سرق استحسان الجمهور ولفت الانظار اليه بتلقائيته المدهشة في الأداء.
التعليقات 1
1 ping
beautiful girl
17/08/2020 في 11:14 ص[3] رابط التعليق
في رأيي أفضل نقد للفيلم ,,لكن بما أنه أول فيلم طويل للأخوين قدس فهو مسلي من ناحية الكوميديا الشبابية والتي لا تمل منها وهو المطلوب فى دور العرض او السينما ,,كما أني أري ان الكبار بالفعل لهم عالمهم الخاص والمنعزل تماما عن الشاب فهم يريدون ابنا للفخر به أو ابنا مطيعا فقط و لا يريدون معرفة ما يريده ابنهم او كيف يفكر ,,لا احد يهتم به “”رأي شخصي””..انا شخصيا لم اشاهد الفيلم لكني احببت موتي يمشون بيننا و حلقات كوكب آخر للاخوين قدس واحب تشجيع مثل هؤلاء,,