يظن بعض أولياء الأمور أن حصة التربية البدنية هي حصة على الهامش، حتى إن بعضهم ينادي بحذف الحصة من الجدول الدراسي بحجة أنها غير مفيدة في ظل التعليم عن بعد واستبدالها بمواد أكثر أهمية كالعلوم والرياضيات وغيرها ، وهذا الاستنتاج نتج عن عدم معرفة المادة وأهميتها، فحصة التربية البدنية أقرت ضمن سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية عام ١٣٧٤، ومع هذا فإن كثيرًا من المختصين في الجامعات العلمية والمهنية و الهيئات الوطنية والدولية ومنها منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأسرة والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والكلية الأمريكية للطب الرياضي والاتحاد الأوربي للتربية البدنية وغيرها كثير تحث وتنادي أن ينال التلاميذ ما لا يقل عن حصة دراسية واحدة من دروس التربية البدنية في اليوم الدراسي وعلى أن يتم الاهتمام باللياقة البدنية ذات الارتباط بالصحة للتلاميذ.
فدرس التربية البدنية وسيلة فعالة لإعداد الإنسان الصالح ورعايته في خلقه وجسمه وعقله ولغته وانتمائه إلى وطنه، كما تقوم على إكساب الطلاب المهارات الحركية التي تستند إلى القواعد الرياضية والصحية لبناء الجسم السليم حتى يؤدي الفرد واجباته في خدمة دينه ومجتمعه بقوة وثبات ، وقد ازداد الاهتمام بها في العصر الحديث إدراكا لأهميتها في حياة المجتمعات ولضرورتها في حياة الأفراد لنموهم وتطورهم وتقدمهم وزيادة معارفهم من خلال المادة وأهدافها المعرفية والوجدانية والحركية ، ومنذ الوهلة الأولى لإقرار التعليم الدراسة عن بعد سعت وزارة التعليم ممثلة في قسم التربية البدنية بالدراسة والتخطيط لتطبيق خطة دروس المادة عن بعد لجميع المراحل التعليمية بما يتوافق مع جائحة كورونا؛ حيث أبدع وتميز معلمو التربية البدنية في تقديم الدروس عن بعد باستخدام عدة استراتيجيات كاستراتيجية الفصل المقلوب والاكتشاف الموجه واستخدام الصور والفيديوهات والفلاشات والعروض التعليمية لإيصال المهارات الرياضية والقيم الصحية والمحافظة على اللياقة البدنية لجميع مراحل التعليم.
فمن وجهة نظري إذا كانت التربية البدنية في المدارس من الحصص المهمة في الجدول الدراسي ففي التعليم عن بعد تصبح أكثر أهمية لحاجة الجسم والذهن إلى الحركة وتجديد النشاط الذهني والبدني بسبب الجلوس الطويل والتركيز في شاشة الحاسب الآلي مما ينتج عنه خمول وكسل وإجهاد الذهن .