إستيقظت مذعوراً في منتصف الليل بعدما أتعبتني وأقلقتني كلمات طافت حول طيفي ...
فأنا لا أدري لم خربشات قلمي العميقة لا تؤرقني إلا ليلاً
بل وتحادثني بكلمات لا أفهمها.
أحياناً أقرؤها بلا فهم، تفاوضني وتُحاورني كفارس بلا لسان.
قمت على عجل وقبل أن تغرب عن ناظريّ لأخطها سحرًا من نسج أحلامي.
هكذا هو أنا لا يهنأ لي نوم ولا يروق لي صفو لاسيما أنني أفكر بمن أُحِب هل أَحَب أم لم يُحب.
كلاهما مر وهكذا هي الحياة.
ولماذا أهتمّ ؟! طالما أنني أعيش في الحب!!!
ها هو قلبي يخفق ويرقص على أنغام و ذكريات المشاعر المتكسّرة .
أنهض وأقف مبتسماً بيني وبين نفسي بعدما عرفت أنني في بحر العشق غارق .
فما الفرق!! ؟
و طيفها الملائكيّ بجانبي فما قيمة الجسد أمام روحها المتوهّجة التي رَحَلت من دون أن تودعني.
فها أنا أقف بين الحقيقة والخيال.
أخاطب نفسي فما الفرق بين الجسد والروح.
أنظر الى المرآة قائلا :هناك فرق!!
وما تراه أنت وهم أم حقيقة!! ؟
حلم أم يقظة!!؟
أبتسم لطيفها على المرآة.
قائلاً لنفسي :"أرى نفسي أم أراها !!
ما الفرق!! ؟
أمسح وجهي وأفرك عيني ثم أردد ( لا لا ) بل هي الحقيقة
في أن ترى نصف الخيال ...
كيف ذاك أيها الأبله!!؟
ترددت حولي كلماتها كمرآة أرى بها نفسي وهي تسخر ضاحكة على جنوني.
تنظر إليّ وترمقني بعينيها الّتي أبحرت فيهما بلا مركب .
صمتت برهة ثم أردفت قائلة : ( هل أنتَ كما أنت )
فأجبتها مباغتًا ( ومنذ متى كنتُ أنا كما أنا ؟! )
فعلا وجهها البريء ، ملامح الاندهاش ، فلم تتوقع اجابتي هذه ..
رددتُ سؤالها لها ( هل أنتِ كما أنتِ ) !!!
فحنت رأسها مطرقة و أجابت : ( أنا أنا و أنتَ أنت ، دعكَ من هذا و ابصق .... بصقة فلنرى إن كان ما يحدث الآن خيالاً أم نصف خيال ، هيا أبصق على المرآة )
ترددت ثم فعلتها أخيراً ولكنني شعرت بغصة مما فعلت.
لم يبصق الإنسان على نفسه!!؟
خاطبتني ساخرة
أحزنت!! ؟؟... نعم
إذاً أنا أعيش الحقيقة.
لما لا تبتسم اذاً!!؟
هيا جرب أن تبتسم.....
حسناً حسناً فابتسمت.
حدثتني قائلة وما تشعر الآن!! ؟
قلت بلهفة كالمجنون لقد فرحت... نعم فرحت
فلم لا يفرح الإنسان لنفسه إذاً!؟ .
هل وصلتك الرسالة!!؟
هذا هو الفرق بين الخيال والحقيقة
إصنع عالمك بنفسك أيها الأبله
فهل وصلتك الرسالة!!؟
إبتسمت ثانية مردداً ( نعم نعم ) فهمتها.
فقالت لي :"
( لا لم تفهم أيها الإنسان .... فلو فهمت لجُننت )