ضجت المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية الرسمية منها والغير رسمية بحدوث انفراجة في المقاطعة القطرية وجاء ذلك في بيانات للخارجية الكويتية والتي مناط بها دور الوساطة منذ بداية الأزمة القطرية وكذلك من خلال الدفع بالوساطة الكويتية للأمام من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته (ترامب) والزيارات المكوكية التي يقوم بها كبير مستشاريه وصهره (جاريد كوشنر) خلال الفترة القصيرة الماضية .
الدول المعنية بالقضية الأربع لم يصدر منها سوى بيانات مقتضبه تشيد بالدور الكويتي والأمريكي وتتمنى أن يتم التوصل الى حل نهائي .
ومن خلال قراءة المشهد الخليجي وربطه بالأحداث الأقليمية في المنطقة يتبين أن هناك دواعي ملحة تستدعي حل الأزمة القطرية على وجه السرعة وبأي طريقة ممكنة ولو حتى حل مؤقت أو جزئي قبل نهاية ولاية الرئيس ترامب ويبدو أن قطر تشترط حل أزمتها مقابل اشتراكها أو استخدام أجوائها وأراضيها في أي عمل ضد حليفها المؤقت (ايران) .
وهذا الأمر غير مستغرب على قطر ولدول الخليج تجارب سابقة مع قطر مماثله لهذا الموضوع فأبّان غزو الكويت وعندما اجتمع رؤساء الخليج بالدوحة حينها للإتفاق على مهاجمة العراق رفضت قطر مناقشة الموضوع قبل حل قضيتها الحدودية مع البحرين آنذاك وكان حينها موقف للملك فهد رحمه الله مشهود ومعروف للجميع .
والكل يعلم أن السياسة القطرية سياسة تقوم على الإنتهاز والأنانية واستغلال المواقف الطارئة، نعم قطر باعت حليفتها المؤقته ايران في سبيل أن تنهي المقاطعة التي أضرت بها وهذا ما استدعى التدخل الأمريكي لحل الأزمة القطرية بأي ثمن في سبيل السير قدماً لتنفيذ مخططاتها للتصدي لإيران والتي بالتأكيد هذه المخططات تتقاطع مع رغبات دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية التي تأمل أن يكون هناك ردع للطغيان الفارسي في المنطقة .
وعندما تتقاطع المصالح بالتأكيد لابد وأن يكون هناك تنازالت مؤقته عن بعض الشروط للوصول للهدف الأساسي وتجاوز الأهداف المؤقته وتأجيل خطط تحقيقها الى زمناً آخر في سبيل ذلك ربما أقول (ربما) أن تتنازل الدول الأربع عن بعض الشروط التي وضعتها مسبقاً لحل الأزمة القطرية.
وعلى هذا الأساس تم الوصول الى بعض التفاهمات مع وسطاء الأزمة القطرية دولة الكويت الشقيقة والوسيط الأمريكي وإن حدث ذلك فعلاً وتمت المصالحة من أجل تحقيق أهداف أبعد من قطر يعتبر ذلك نجاح كبير للدول الأربع.
وحسب قراءة الأحداث يبدو أن المنطقة تعيش على صفيح ساخن وهناك أحداث كبيرة يتم الإعداد لها ويبقى تنفيذها من عدمه بيد ساسة الدول .
وأختم ذلك بالدعاء لبلادنا وقيادتنا بالتوفيق والسداد وأن يجنب الله بلادنا وبلاد المسلمين شر كل ذي شر.