كان الله في عون بعض الناس أصبحوا يعيشوا جروحا من الصعب التئامها، نتيجة الاستخفاف بمشاعرهم من قبل أناس كانوا يعتقدون أنهم الأقرب إليهم وأنهم الأكثر حرصا عليهم واهتماما بهم. لكنهم في الحقيقة، سمحوا لأنفسهم بالتمادي على قلوب تحبهم وتستبعد تماما أن تأتي القسوة منهم تحديدا. بمواقف كثيرة وربما لا تعد ولا تحصى تلك التي تتسبب في جرح الآخر ليشعر بالضيق والحزن، تجبره على أن يقف أمامها عاجزا غير قادر على رد الإعتبار،لذلك عندما نجرح مشاعر غيرنا لا يمكننا أبداً اصلاحها وذلك لأن جرح المشاعر عن قصد أو بدون قصد فهي سهام مسمومة مؤلمة ومهما كان فالإنسان كتلة من المشاعر، والاستخفاف بها حتما سيوجد تلك الخدوش التي لا يمكن للزمن أن يرممها.نعم ولا نختلف جميعاً في تأثر المشاعر ولكننا نحتاج من يلملم تلك الأحاسيس.
لأننا نتألم كثيراً عندما نجد من يقتل تلك الأحاسيس ويتفنن في قتلها ولايفقهون معنى الاحترام فهم يجرحون ويسرقون ويقتلون بسهام جارحة فهم لصوص المشاعر.ونسي لص المشاعر أن الكلمة الواحدة بمشاعرها بإمكانها أن تبني الحياة في داخل الشخص أو تهدمها، ففي مقالي هذا أقول فمن الذوق ولرفع رأية المشاعر عالياً أحرص على إنتقاء أطايب الكلام مع أهل بيتك ومع الناس،كما تنتقي أطيب الثمر والورد، فالكلمه الجميله لها أثرها الطيب على النفس. فالنفس تتلذذ الى سماع جميل الكلام، وأيضاً لكي يفرح الآخرين بمجرد لقياك بهم.
وروى ابن المبارك في الزهد أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر، والسجود في الليل، ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر. ومن إحترآم مشاعر الآخــرين وعدم سرقة مشاعرهم هناك أمثلة. كثيرة في مجتمعنا عدم ذكر نعمة لديك ليست لدي مع من تتحدث معه إن كان الله أنعم عليكـ بالمال فأحمد الله واسأل أن يبارك لك ولا تكسر قلب فقير بالتباهي أمامه كأن تقول سوف أسافر للبلد الفلاني او اشتري السيارة موديل كذا بسعر كذا، أحترم مشاعره.
وإن أنعم الله عليك بالولد فأحمد الله وأدعي الله أن يحفظه ويصلحه ولا تكثر السؤال والتطفل لمن لم يرزق بولد، أو موظفين حان تقاعدهم لاي ظرف من الظروف ورئيسهم لايحرك ساكناً بحفلة بسيطة تقديراً لمشاعرهم لخدمتهم العملية نعم نقول لظروف كورونا ولكن هناك التباعد موجود فأقلها حفل مبسط لهم. فكل هذا مهم لإحترام مشاعر الآخرين وعدم سرقة فرحتهم ومشاعرهم.وأخيراً فلنجعل مراعاة شعور الآخرين جزءاً من شخصيتنا ودمتم مشاركين للمشاعر.
*همسة*
تمر بنا في كل يومٍ سهامهم
فتُخْطي، وسهم الأقربين يصيبُ
تطيب جراح الناس لو طال نزفها
وجرح الذي تهواهُ ليس يطيبُ
التعليقات 3
3 pings
د. عاطف منشي
28/12/2020 في 3:59 م[3] رابط التعليق
كاتبنا المبدع.. في كل أسبوع تضع قلمك على جرح من جروحي وكأنك تتكلم عن نفسي!!!
فجرح المشاعر يدفعك الى ان تنادى فيرجع صدى صوتك وحيداً شريداً.. فتعلم بان الجميع قد غادروا المكان سراً وخلسة… خرجوا من حياتك دون كلمة وداع… بل بعد خيانة وخداع…
فكم من صدمة لم يتحملها قلب رجل شجاع وكم من نظرة افرغت محتوى عقل حكيم وكم من كلمة قتلت افراح رجل مسن .. ودمرت لحظة أمل عابرة…
وكم حاولتُ صَرْفَ أسايَ عنه
فلم أُفلحْ ولم تَزُلِ القُروحُ
كأنَّ الحِبْرَ في قلمي دموعٌ
على وجناتِ أوراقي تَسيحُ..
عبدالرحمن منشي
28/12/2020 في 4:06 م[3] رابط التعليق
الله المستعان الله قادر على كل قاتل فرحة اخوه المسلم وخاصة الحاقد المتعمد ربي نسالك نظافة القلب والشعور الحسي بالآخرين.. وفقك الله يادكتور وجعل الله لك بلسما شافيا من الله على جروحك.
ابو احمد
29/12/2020 في 10:09 ص[3] رابط التعليق
بل كن أنت شفاءً للمحرومين، ودواءً للمجروحين، سارع في الخير، وانثر العطر، فلتكن أنت صاحب لمسة حنونة على الأكتاف تكفي وكلمة تصبر المبتلى تخفف ماعليه،فلنترك في هذه الحياة القصيرة بصمة وأثرًا وليس بالضرورة أن تكون باسمك، وتحت رمزك،المهم أن تقدم وتعطي،الأوقات لتمر وتستغل في فعل الخير وتخفيف على المصاب.
(هذا ما لمسته في شخصكم الكريم يا أبا ياسر، و مواقفكم الطيبة لا ينساها إلا جاحد أو مكابر، رفع الله قدرك، و أعلى من شأنك، و رفع الله عنك و أحبابك كل ألم و سقم و كفاك شر كل ظالم إذا ظلم) 🌹🌹