نسمع كثيراً عن حكم وأمثال في الأوساط الشعبية منها مقولة: “ما هكذا يا سعد تورد الإبل ومامن أحد منا إلا وقد سمع هذا المثل والذي دائما مايقوله ويردده الكثير ويضربون به على من قصّر في أمر (ما) أومن كُلف أمراً ولا يحسن إدارته وماأكثر من يكلفون ولايحسنون.
وحين نعود إلى أصل هذه المقوله أو المثل وقصته كما وردت في كتب الأمثال الشعبية وماذكره بعض الكتاب، أن سعداً هذا كان له أخ يدعى مالك فزوجه أخوه سعد بأبنة مالك بن نويرة، وفي صبيحة اليوم التالي أنتظره أخوه سعد ليخرج مع الإبل إلى المراعي، ولكن طال الإنتظار فأخذها وخرج بها إلى المراعي فهاجت وماجت وتفرقت عليه الإبل، فعاد إلى أخيه مالك غاضباً وأخذ يناديه يا مال يامال أي يا مالك، ولكن مالك لم يجبه فقال أخوه سعد متمثلاً أبيات من الشعر، وموجها الكلام لمالك
يظل يوم وردها مزعفرا
وهي خناطيل تدوس الأخضرا
فقالت: زوجه مالك: اجبه. فقال لها: بما أجيب؟ فقالت له قل
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل
أن قصة هذا المثل الشعبي يذكرني بإحدى الإدارات التي كانت تحلق في سماء الإبداع والتألق وتعتلي منصات التتويج والتكريم، وأنا هنا لا أتكلم من فراغ أو أني أقصد الدفاع عن أحد لأن ذلك لايهمني وحتى لايلعب الفأر في جعبة البعض منكم وتظنون في أخيكم ظن السوء، لكن من خلال ماشاهدته ومانقله لي البعض وماقرأته في مواقع التواصل الاجتماعي جعلني أقف عند هذه الإدارة، والتي كانت لايمر أسبوع أو شهر عليها إلا ونحن نقرأ ونسمع عن إنجاز لها تحقق وجميع مؤشراتها في العلالي، بل أنها تُعد من أوائل الإدارات في هذه الوزارة التابعة لها.
ومن خلال مانقله لي البعض وبعد التقصي وجدت أن الوضع اختلف تماما عما كانت عليه في السابق، والوضع متكهرب حبتين ولا أخفيكم متابعي الأعزاء والكرام أني أصبت بدهشة كبيرة حين سمعت هذا الكلام وبدأت أكيل لنفسي سيلاً من الأسئلة، ماهو الحاصل في هذه الإدارة ؟ وماهي الأسباب التي غير الوضع بها.
وهنا حاولت البحث عن هذه الأسباب حيث أن سياساتي الصحفية لا أكتب عن موضوع إلا بعد التقصي والتأكد والتحقق تطبيقاً لقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.
وحتى أجد الجواب الكافي والوافي لكل هذه الأسئلة التي بداخلي (وترفص) داخل صدري، وبعد التقصي عن مانقل لي وجدت أن الوضع متكهرب حبتين كما ذكرت سابقًا والكل فيها مجمعون ومتفقون أن الفلسفة الإدارية فيها اختلفت تماماً بسبب القرارات الصادرة، والتي لاتصب في مصلحة الإدارة من وجهة نظر الكثير من الموظفين في هذه الإدارة، والتي تركزت على اقصاءات البعض الذين كانت تعتمد عليهم إعتمادًا كاملاً وذلك بحكم خبراتهم الممتدده لسنوات وكما يُقال أقدم الأشجار تعطي الثمار وليست الشجرة الجديدة التي ستضمنُ عطاءَها وحلاوتها.
وكذلك التطفيش واستخدام سياسة الأبواب المغلقة، وعدم مشاركتهم الرأي امتثالاً لقول الله تعالى وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ.
وعدم وجود الفن الإداري، والذي يعد من أهم الشروط والضوابط التي لابد أن يتصف بها أي قائد لأي إدارة كان موقعها، وغيرها الكثير من الفنون الإدارية.
وهنا أرجع وأقول وقد قلتها سابقًا وسوف أقولها الآن وأقولها كل وقت وحين بل ومستقبلاً أن القائد الذي لايحسن فن القيادة ومشاركة الرأي أهل الخبرة في القرارات التي يتخذها هذا القائد أو هذا المدير في أي إدارة كانت ويتبع هواه ومن أطاع هواه فقد باع دينه بدنياه لأن الهوى شريك العمى فمن المؤكد سوف يؤدي إلى عدم الإنتاجية بل سيؤدي إلى السقوط المدوي فالإدارة فن وتعامل.
وأختم مقالي بهذالمثل الشعبي الذي جعلته عنوان لمقال اليوم ماهكذا تورد الإبل ياسعادة المدير.
ودمتم سالمين
التعليقات 3
3 pings
ضيف الله مهدي
07/02/2021 في 4:16 م[3] رابط التعليق
لقد أتيت أيها الكاتب الرائع النبيل على الجرح فلك كل الشكر ولا فض فوك ولا عاش حاسدوك ولا انكسر لك يراع .. سر على بركة الله !!.
أردت أن أحلل ما يجري فوجدت إدارة تعليم صبيا متفوقة منذ ولادتها ونشأتها في عام ١٤٠٣هـ فكل مدير مر عليها وصبيا في القمة ، لم يعجب الحاسدون ذلك فأرادوا قتلها والحاسدون هناك هم من وضعوا القاتل وسلموه السيف وبقية أدوات القتل .
عبدالرحمن منشي
08/02/2021 في 2:20 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا يشكر اخونا خالد على هذا المقال الجريئ كرصاصة اصابت الهدف.. ويقال الذي لايصيب يدوش. فالمقال في الصميم ومن واقع مجتمعنا.. ولكن ماذا نقول بعض الاحيان يسدل الامر في غير اهله وهنا فعلا نفقد القائد ذو الخبرة الفاهم وعنده الحس الوطني.
أحمد نجمي
13/03/2021 في 1:53 ص[3] رابط التعليق
مقال عميق ويصل للهدف مباشر…