حينما نتأمل في بعض القصص والمواقف أو بعض الأحداث فمن المؤكد سوف نخرج منها بفائدة تلامس بعض الواقع الذي نعيشه حتى لو كانت مؤلمة، على الكثير من خلال مايشاهده الجميع ، ولهذا قررت اليوم عبر مقالي أن اتركم تستمتعون مع قصة جميلة حصلت مع العقاد وشخص يقال له (شكوكو) وماهي أهم الفوائد التي خرجنا بها والتي جاءت على النحو التالي.
سأل صحفي الكاتب المصري ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟!
وشكوكو هو مونولوجيست مصري هزلي شهير، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس
فردّ عليه «العقاد» باﺳﺘﻐﺮﺍﺏ مين ﺷﻜﻮﻛﻮ هذا؟ وعندما وصل خبر، هذه المحادثة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي، قل لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف أنا على الرﺻﻴﻒ المقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ اﻟﻨﺎﺱ هتتجمع ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ.
وهنا ردّ العقاد: “قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ
ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ «ﺭﻗّﺎﺻﺔ» ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ الثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ هتتجمع على مين أﻛﺘﺮ..
وهنا حين نقف ونتأمل في عبارة العقاد الأخيرة على الرغم من قسوتها إلا أنها تلخص لنا واقعًا مريرًا مفاده أنه كلما تعمق الإنسان في الإبتذال والهبوط والإنحطاط، ازدادت جماهيريته وشهرته فترفع الوضيع وننزل الرفيع. وهذا هو حال البعض في مجتمعنا، حتى أصبح البعض من الناس يملون إلى السذاجة والتهريج والسطحية، وهذا ليس جديدًا.
وعلى الرغم للانتقادات لهذا الميل العجيب المتدني منذ زمن سقراط، لكنه للأمانة لم يحقق انتصارًا ساحقًا وواضحًا إلا في عصرنا الحالي.
وقدجاء في كتاب (نظام التفاهة) للكندي، يخلُص فيه إلى أن التافهين قد حسموا المعركة، لصالحهم في هذه الأيام، لقد أمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم، فعند غياب القِيم والمباديء الراقية يطفو الفساد المبرمج ذوقًا وأخلاقًا وقِيمًا. وهذا هو زمن الصعاليك الهابط!
فكم من شكوكو اليوم يُمَجَّد ويُرفع عاليًا، وكم من شريف في غياهب الإهمال للأسف الشديد.
ودمتم سالمين