مع مرور الأيام والاعوام وتقدمنا في العمر نقترب مــن لـب الحقيقة ونصبح أكثر إدراكًا بأن السعادة هي توهج داخلي ينعكس علـى حياتنا وأن راحة البال تبقى نور يضيء ظلمات أرواحنا رغم ضجيج الليل وتقلبات البشر ومهما كانت الظروف يبقى التوكل على الله طريقاً واضحاً لاغبار عليه لذلك تمنحنا تلك الطمأنينة دائماً، نعم.
وماتفعلوا من خير يعلمه الله” آية تسكب في قلبك الطمأنينة فخيرك محفوظ عندالله وإن لم تسمع شكراً من الناس فقط أخلص النية لله سبحانه وتعالى
كل الأشياء ترافقك لفترات زمنية معينة في حياتك ثم تبتعد عنك تدريجياً لتواصل حياتك بمفردك
أولادك، وظيفتك، زملاؤك، صحتك طموحاتك،ولكن لتعلم ذلك جيداً أن شريكة حياتك والإخوة والأخوات والرفاق والاصدقاء الذين تلازمهم وتضحك معهم صدقني هؤلاء هم مصدر السعادة بأحلى معانيها، ولذلك تجد وفي كل محطة تعبر رحلتها وجوه عابرة وتجارب جديدة تحمل أحلاما ترافقنا، وقد نقف بمحطات الحزن التي تأتي بلا موعد وبلا سابق إنذار، قد يطول البقاء أو يقصر، ولكننا وبطبيعتنا البشرية نبحث دائما عن المخرج، ولكن عندما
يتحلي الإنسان بالصبر وينشر السلام حتي ينتهي العمر ويذهب الانسان الي دار الخلود الدار الآخرة، وكل ما يحتاجه الناس للشعور بجمال الحياة وروعتها هو تسليط الضوء علي الجوانب الايجابية وعلي النعم التي انعم الله عز وجل بها علينا، حيث أنه من خلال تأمل واكتشاف هذه النعم يشعر الانسان بروعة وجمال الحياة والعمر، وها هو العمر يجري والأيام تتخاطف تتغير الناس وتتغير القلوب وتتغير المعاني وتختلف المفاهيم والأحاسيس
كل شيئ يتغير، يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل ولتكن نيته في الخير قائمة، وملخص مقالي واسأل الله أن نتعلم من هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ).
أما طول العمر فإنه من الله، وليس للإنسان فيه تصرف لأن الأعمار بيد الله عز وجل وأما حسن العمل، فإن بإمكان الإنسان أن يحسن عمله لأن الله تعالى جعل له عقلاً، وأنزل الكتب، وأرسل الرسل،فلاحجة له، ولنتذكر وللعبرة هذا الإمام الشافعي عاش قرابة خمسين عامًا، ولم يزد عليها، اسمه على كل لسان، ملأ علمه الأفاق، ترك أثراً لا يمحى، وكم من معمر عاش مائة وثلاثين عامًا ولا يعرف بين الناس له ذكر، وليس له عمل، إذاً قيمة الإنسان في الغنى، غنى العمل الصالح والعمل الإيجابي الذي له الأثر بعد فراق هذه الدنيا. وأخيراً ماأسرعها من أيام،نعم أيام قليلة تفصلنا ويدخل علينا شهر رمضان المبارك وكيف نستعدّ له ليكون بداية لحياة جديدة، رمضان منحة يمنّ بها الله على من صدق وتهيّأ وتأهّب واستعدّ فلنتأهّب في هذه الأيام الباقية ولنستعدّ، لعلّ الله يعيد الحياة إلى قلوبنا ويرفع عنا هذا البلاء والأوزار عن كواهلنا فندخل رمضان بقلوب لينة وأرواح متخفّفة من الذّنوب متلهّفة إلى رضوان علام الغيوب وخاصةً الكبار منّا نسأل الله لنا ولكم ان يبارك لنا في رمضان ويبلغنا ويحسن ختامنا.
*همسة*
الشيب شفته في المرايه وصديت
ما كنت أصدق ان ذا الشيب فيّه
اثر الزمن يطوي رحاله ووليت
وراحت سنين العمر ويش البقيه
وسنين يا كم تهت فيها وتماديت
ما بين سب وظلم والا قفيّه
ويا كم تحملت المعاصي وجرّيت
جريتها وامسين جر المطيّه
وسعيت في الدنيا وكم صبت واخطيت
واللي مضى عنا بيمضي عليّه
ودارت بي الدنيا ولا يوم ونّيت
وقضيتها ما بين شمسٍ وفيّه
يا رب تغفر زلتي يوم زليت
وانك تجنبني الزلل والخطيّه
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ايمن عطرجي
11/04/2021 في 8:06 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير….اللهم بلغنا شهر رمضان ونحن في صحة وعافية واحسن خاتمتنا
عايض الحربي
11/04/2021 في 8:07 ص[3] رابط التعليق
سلمت ودمت وبوركت الأنامل التي خطت تقبل تحياتي ابوياسر🌿🌿
ماجد علي
11/04/2021 في 9:01 ص[3] رابط التعليق
نسال الله الحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة…
ما شاء الله إبداع في التأليف ونظم العبارات تجعل عينا القارئ تتسابق في قراءة الحروف والكلمات مع ارتياح في النفس وطمأنينة في القلب لعذوبة الألفاظ والاقتباسات…
شكرا لك من القلب ومزيدا من المقالات…
محبكم / ماجد العيدي
ابو احمد
11/04/2021 في 9:32 ص[3] رابط التعليق
يعطيك العافية يا أبا ياسر، و نفع الله بعلمك و عملك 🌹مبدع دائماً بتنوع مقالاتك خبراتك الاجتماعية ظهرت واضحة.
عبدالرحمن منشي
11/04/2021 في 9:35 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يابو أحمد
عبدالرحمن آل جابر
11/04/2021 في 12:14 م[3] رابط التعليق
مقالٌ!
يستحق العناية والتأمل، وجدير بالنظر والتفكر، أحسنت في رصف مبانيه، وصوغ معانيه، وقنص الاقتباس، وفض الإلتباس، وعظت فأوجزت، وأطنبت فما أمللت، فيه ذكرى لكل غافر، وعبرة لكل حائر، متين المعاني، قيّم المباني، حوى من القول أبلغه، ومن الكلم أنصعه، جمّ العبارة، لطيف الإشارة.
أبو مازن
12/04/2021 في 3:16 م[3] رابط التعليق
نسال الله الحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة…
ما شاء الله إبداع في التأليف ونظم العبارات تجعل عينا القارئ تتسابق في قراءة الحروف والكلمات مع ارتياح في النفس وطمأنينة في القلب لعذوبة الألفاظ والاقتباسات…
شكرا لك من القلب على مشاركتي وتشريفي…