يقول الكاتب والشاعر الكبير غازي القصيبي رحمه الله، في كتابه “حياة في الإدارة” هناك ثلاث صفات لا بد من توفرها في القائد الإداري الناجح وكذلك القائدة الإدارية الناجحة
أولها صفة عقلية خالصة وهي القدرة على معرفة القرار الصحيح، والصفة الثانية المطلوبة: النفسية وهي القدرة على إتخاذ القرار الصحيح، فإذا كانت الحكمة جوهر الصفة الأولى فالشجاعة هي روح الصفة.
وثانيها: الصفة الثالثة المطلوبة وهي مزيج من الصفة العقلية والصفة النفسية، وهي القدرة على تنفيذ القرار الصحيح.
وحين نقف عند هذا الموضوع وعند الفنون الإدارية والتي قد سطرت عنها عدة مقالات عن المدراء الذين يفتقر البعض منهم إلى أبسط هذه الفنون الإدارية الناجحة، مماجعلتهم غير مؤهلين إلى قيادة هذه الإدارات وجعل هذه الإدارات التي يتربعون كراسيها ويسرون بها (للخلف دُر) وكل ذلك بسبب قلة الخبرة الإدارية لهؤلاء المدراء وعدم معرفتهم لهذه الفنون الإدارية والتي تؤهلهم لقيادة هذه الإدارات والتحليق بها نحو التميز والإبداع والفن والجمال.
والكل يعرف أن الفن الإداري يشمل القسم الرجالي وكذلك القسم النسائي، فكل مدير أو مديرة لا بد من أن يكون كل منهما لدية كل الصفات الإدارية الناجحة التي تجعله مؤهلاً لهذا المنصب.
ولهذا أجدها فرصة عبر مقال اليوم في الحديث وطرح هذا الموضوع المهم، عندما وردتني بعض الشكاوي والملاحظات من قائدات مدارس في إحدى المحافظات واللاتي يحملن بداخلها كل الحزن والألم، من مديرة هذا المكتب التعليمي والتي لاتحمل أي مقومات الإدارة الناجحة، والتي تؤهلها لقيادة هذا المكتب، وما تقوم به على حد قولهن، من استخدام كل أنواع التطفيش والتهميش والتدخل في الصلاحيات الممنوحة لهن من قبل المسؤول عن هذا المكتب بل والتنكيد والاقصاء دون أسباب مقنعة أدت بهن إلى هذا الاقصاء، راجين ومتعشمين كوني كاتب وصحفي طرحها أمام الجميع وأمام المسؤولين وذلك بسبب مايجدونه من التعاملات القاسية والمؤلمة من مديرة هذا المكتب التي ضربت بكل الفنوان الإدارية والتعامل الحسن والأنظمة عرض الحائط مع وجود الأجدر منها لهذا المنصب على حد قولهن.
وهنا نقول لهذه المديرة وكل مديرات المكاتب التعليمية في أي مكان، ألا تعرفن أن ربان أو قائد السفينة الذي لايحسن قيادة السفينة سوف يُغرقها ويُغرق كل من عليها إذا كان هذا الربان لايملك المهارة الكافية لقيادة هذه السفينة، وكذلك هو حال كل قائد أو قائدة لايتصفان بالخبرة
وبالفنون الإدارية الناجحة لقيادة هذه الإدارات سوف يؤدي بها إلى الفشل وعدم التطوير والنجاح والإنتاج.
وهذا يجعلنا نقف أيضا عند الضوابط التي يتم بها اختيار مثل هؤلاء المديرات لهذه المكاتب التعليمية واللاتي يفتقرالبعض منهن لهذه الفنون الإدارية وجعلهن في هذه المناصب الهامة،وجعلتهن يتربعن على هذه الكراسي، وماأجمل القائد والقائدة حين يجمعان بين الفن الإداري والأسلوب الراقي في التعامل مع مرؤوسيهم، وليس أسلوب التهديد والوعيد والتسلط وخلق الفوضى وإقصاء المتميزات من قائدات المدارس والمشرفات كما تفعل مديرة هذا المكتب على حسب قولهن.
ولهذا نرجع ونقول لمديرة هذا المكتب ولغيرها أن كُنتن تظنون أن هذه المناصب التي تتربعون كراسيها وتستخدمونها في
التسلط على القائدت والموظفات، من خلال التهميش والتطفيش والتنكيد والإقصاء، مع أنهن كن بارزت ولامعات في مجال عملهن، وكن محلقات بمدارسيهن وإدارتهن عالياً نحو التميز والنجاح والإبداع والفن والجمال.
أن كل مديرة مكتب تفتقر للفن الإداري تستحق أن نطلق عليها وبكل جدارة بالعرفجية والعنجهية، ونقول لهن أيضاً بأنكن سوف تفشلن في إدارة هذه المكاتب مما سوف يكون له التأثير السلبي في محيط العمل من إحباط القائدات والموظفات وبهذا سوف تقل إنتاجيتهم، بل وتخلقن العداوات لاكُن والسبب في ذلك لأنكن لاتملكن مقومات الفنون الإدارية الناجحة والتي تؤهلكن لقيادة هذه المكاتب، وسوف يكون للمسؤول عنكن كلمة الفصل ونبش الملفات وكل الشكاوي فيكن فالعلاقة الطيبة بين كل قائدة مكتب تعليمي ومرؤوسيها من قائدات المدارس والموضفات والمبنية على أساس الثقة والاحترام المتبادلين، تعطي جو من الثقة والارتياح وتشجع على الإبداع وتقضي على الخوف والتردد، وتجعل القائدات يقدمن أفضل ما لديهن بعكس ما يقومن به البعض من أسلوب التهديد والوعيد والتسلط وخلق الفوضى وإقصاء المتميزات.
وختاماً عَنْ ابْنِ عمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ، وهنا نقول عندما يجمع الأكثرية على مديرة مكتب بعدم صلاحيتها لإدارته هنا يأتي دور المسؤول لنبش كل الملفات السابقة التي أدت إلى عدم الرضا عنها فالإدارة فن وتعامل وليس تسلط وإيذاء (ودعفشة) ياحضرة المساعدة
ودمتم سالمين