( لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه ، ولا مكان لمُنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه ؛ وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك )
لا زال السؤال يطرق باب ذهني كلما زارها حدث ما ، ولاسيما أنني من الذين يوقنون بضرورة الأسئلة في استحداث الأجوبة من واقع التجربة فيما يخص تلك الأحداث ؛ الشهرة على سبيل المثال حيث أنها أصبحت تشكل هدفًا أجوف لا يحمل أيًّا من اعتبارات القيم والمبادىء التي لابد وأن تكون ركيزة أساسية ترتكز عليها سبل النجاح ، وفي كل مرة تحضرني مفردة ( التأثير )
حيث أنها أعمق وأرقى وأسمى ولها ضوابطها الرصينة وأهمها أنها تستند في مُجملها على الكيف قبل الكم
بعكس ( الشهرة ) التي يهمها في كل الأحوال الكم قبل الكيف لذلك هي أقرب للمنعطف الذي يكون الشيء عليه أو لا يكون .
وحيث يشهد الواقع الكثير من الوقائع لأولئك الذين لا يحترمون وجودهم بين عدد جماهيري لا بأس به ، الكثير من الإسفاف والابتذال الذي لا يرضاه عاقل ولأننا لا نستطيع حجب تلك المشاهد التي تستخف بعقل المشاهد في التفريق بين الغث والسمين لذلك نحن بحاجة للتمحيص قبل كل شيء حتى نختار ما يمكنه العبور إلى عقولنا ومالا يمكنه ذلك .
ولكن الإشكالية تكمن في وجود هؤلاء المحسوبين على التأثير في سهولة وجودهم في متناول الأطفال والمراهقين
وبالتالي هم الفئة الأكثر تأثرًا والأكثر حاجة لوجود رقابة كافية حتى يتكون لديهم أساس قوي يستندون عليه وتتشكل منه قيمهم واعتباراتهم في الحياة .
ولأن الفرق بين المشهور والمؤثر أصبح في ( منطقة ضبابية ) يصعب التمييز بينهما إلا لمن يريد مادة رصينة يستفيد منها وقدوة ملهمة يتحفز منها أيضًا ؛ وفي ظل ثورة مواقع التواصل الإجتماعي وسهولة الوصول إليها حيث أن البعض منها أصبح منصة للتراشق المُنفلت والهجوم والردود اللا أخلاقية ؛ نقول هنا أننا نحمدالله أننا في دولة قد وضعت لكل شيء حده في كافة المنصات لذلك جاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله واضحة وصارمة ورادعة ولا مجال فيها للتهاون مع كل مسيء
لم يحترم جمهوره ولم يفرق بين معنى الابتذال حيث دواعي الشهرة ولا بين معنى التأثير الحقيقي حيث السمو الأخلاقي ..