"لأجل عين تكرم مدينة “، وفي هذه العبارة المعنى الكبير من صدق الحب للمحبوب أي إن كان أختك أخوك... الخ، وكيف أن محبة فرد قد ينتج عنها تقدير ومحبة كل أهل مدينته، وذلك من أجل “خاطر” ذلك المحبوب فمن حبك لهم تتحمل كل شي لاجلهم ولكن يتعدى الغلط والكرامة؟
فالناس خليط من المشاعر المختلفة التي تتفاعل بعفوية مع ما تشعر به،
واسمحوا لي بأن أكرر إعجابي بعبارة “لآجل عين تكرم مدينة “، وأتمنى بأن تكون شعاراً لنا لزيادة مساحة حب الناس في حياتنا، ولكن لا ياتي شخص آخر ويتعدى حدود المدينة ويفقد الكرامة لانه تعدى الحدود؟ فأبدأ مقالي يتعرض كلّ إنسان منا إلى الإحساس بالظلم أو الإحساس بالقهر أو الحزن أو الألم أو الفشل في أمر معين في حياته، حيث يواجه صعوبة في تجاوز هذا الإحساس والتخلص منه فيسكنه الألم والحزن، وفجأةً تكون شمعة فى حياة غيرك تحترق لكي تضيء طريقهم وتخدمهم ويشعروا بالأمان ولا يقدروا قيمة تضحياتك، بالرغم بعض احيان نحاول أن نبتسم ولكن من داخلك تبكي لست قادراً على الكلام أو عن الشكوى مع أنّ الألم داخلك يتكلم وكل هذا لأجل غيرك أو أختك او أخوك حتى لايتألم.ولكن اراجع نفسي وأقول لها دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلّا خالي البال.. ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال.ومن نعّم الله علينا جعل فينا الاحساس بالغير وهي من اهم النعم الموجودة في الحياة والانسان الذي يتمتع بها يكون انسانا من الدرجة الاولى لانه قادر على العطاء ومساعدة الغير. ومساعدة الغير لو تعلمون امر عظيم بل انه امر منجي يوم القيامة لان من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله كربة من كرب الاخرة.ولكن يوجد بمجتمعنا وللأسف بعض الأشخاص عار على نفسه وعلى أسرته وعلى وطنه ، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني ولكن الحماقة داء أعيا من يداويه.لأن هناك الكلمة الجميلة المليئة بشعور وإحساس بالآخرين لم تأتي من فراغ فقد يكون لها وقع إيجابي على النفس و تكون بلسماً تداوي العلل، وتكشف الهموم، وتزيل الأكدار والغموم، وتكسب القلوب، وتشحذ الهمم، وترسم خارطة طريق النجاح، وتجلب السعادة، وإما أن تتبرأ من صاحبها وتنفر منه وتطلب منه أن يدعها لما يترتب على خروجها من انعكاسات وآثار سلبية تجلب الضرر والخلافات.. ايضاً هناك العكس قد تصدر كلمة تخرق الفؤاد وتكون أشد ألماً من السهم عندما تصدر من شخص مدعي العلم والأدب وهو في الأصل لا يعرف الأدب ولاوقفات الناس له في الشدائد ولايعرف للمشاعر والإحساس مكانةً،فأقول له فلتقس كلمتك قبل إخراجها لكي لايحكم عليك الغير
بأنك متكبر متغطرس لايرى في الوجود إلا نفسه المتعلم فيتهجم ولاينتبه لكلماته ليحرج الأخرين من أجل أن يبرز هو ويعلو ويسمو، ولكن مهما علا وارتفع فلن يدوم طويلا في قمة الهرم الهش وسيأتي اليوم الذي يهوي للقاع، ولن تنفعه كلمته التي سلها كالسيف في وجه الآخرين بلا مداراة، ولا تقدير واحترام.وأخيراً نصحي له و لكل متسرع ولأهمية حفظ اللسان بعدم الفجور في الحديث، والخوف من الله في كل ما يصدر منا، عملا بقول النبِيِ -صلى اللهُ عليهِ وسلم-: «إِن العبد ليتكلمُ بِالكلِمةِ مِن رِضوانِ اللهِ لا يُلقِي لها بالا يرفعُهُ اللهُ بِها درجاتٍ، وإِن العبد ليتكلمُ بِالكلِمةِ مِن سخطِ اللهِ لا يُلقِي لها بالا يهوِي بِها فِي جهنم». فكم من المشاكل المعقدة حلت، وكم من حياة مستقرة دمرت، بسبب كلمة.. وهذا يدعونا الى أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر، بأن نشيع الحب والخير بين الناس. بإظهار الجميل واخفاء القبيح. والبعد عن تجريح الآخرين، باضحاك الناس عليهم، وعدم رفع الصوت أثناء الحوار، وأن نعلم أن قيمة الإنسان واحترامه منوط بمنطقه، ورقي حديثه وإعلم اخيرا أن الدنيا للجميع والأخرة للمطيع.
*همسة*
ياليت بعض الناس فيني يحسون
وياليت مافي خاطري يعرفونـه
وياليت بعض الناس للعهد يوفون
والماضي اللي فات ماينكرونـه
وياليت لاقبلنـا عليهـم يهلـون
لاجيتهم والقلب زايـد شجونـه
وياليت لاواجهتهـم مايصـدون
التعليقات 1
1 ping
ابوالبراء
10/06/2021 في 10:56 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل وواقعي ويحدث كثير في مجتمعاتنا مع الاسف
مقال رائع كروعة كاتبه