أخر شخص يغادر المكان |
بقلم إبراهيم خضر
وبعد شهوة التشبث، أي عندما نصل لقناعة «التخلّي» تحديدًا.. سنستطيع أن نجد للحياة معنى، حين نعي أن هذا الكون بُني على أساس اللأبدية، حيث كل شيء سيزول إلى حتف بعيد لا يعود منه مهما ناح عليه الفؤاد، وسنعيش دونه حتمًا، وهذا من أعظم دروس الحكمة، ومع الأسف البعض لا يتعلم درس التشبث هذا برضاه، يتجرعة عندما يُنتزع منه الشي رغمًا عنه.
فهم ماهية رحلة الحياة لا يتنافى أبدًا مع الأمل فهو وقودك للحياة، لكن الغزال لن يأكل اللحم أبدًا، كما أن الأمل لن يغير حقيقة عدم أبدية كل شيء.
ما نحن إلا كائنات مؤقته يمضي العمر ونحن نبحث عن الأبدية في كل شيء، في شخص أحببناه نتحطم إن رحل أو تغيير، في مكان ألفناه لا نريد أن نغادرة مهما الظروف!
دائمًا التخلي أخفّ ضرر من التشبث مهما بدا كئيبًا، وأعلم أن أثقل النصائح هي التي تتطلب منك أن تُغير شيء بداخلك أو تستأصله، أرى أننا نطيل الوقوف بإنحناء في الفراغ وأعمارنا التي نعلم أنها لن تتجاوز أرقام نعلمها، تحملها عقارب الساعة على ظهرها ولا تتوقف لحظة عن المضي بها قدمًا...
مادمنا نحن عابرون، لماذا لا تكون أزماتنا أيضًا عابرة!!
علّمتني آلامي أن التشبث ليس مجرد «قصور في فهم هذا الكون الزائل» بل أيضًا عدم القدرة على الاستمتاع بالمتاح، قرأت لدوستوفسكي "إن معرفة معنى الحياة الإنسانية، يُحتم على الإنسان أن يُبقي على حياته ولا يقضي عليها".
أعلم أنك تفكر الآن بشيء فقدته، جرب هذه المرة أن تستمر في العيش بذات الشهية التي كنت عليها سابقًا، تماها مع كونية اللأبدية وأبحث عن شيء ما كل مرة لتعيش من أجله.
حاول أن تغادر المكان الذي تشعر بأنك انهزمت فيه بأسرع ما يمكن، غادر التفكير فيه غادر الشعور به.. إن الانغماس مع شبح الشيء الذي فقدته يعظّم من وطأة الألم، ويدرّبك على رفض الآن، وهذا أسوء ما قد يحدث للإنسان.
أدعوك لأن تنغمس الليلة في الاستمتاع بوجبتك وشايك بكل تفاصيله، انغمس في حمّامك الدافئ، إن يومك هو غِمدك، فلا تكن قاسيًا كالسيف على نفسه، فتُمزق غِمدك الذي تأوي إليه.
التعليقات 1
1 ping
Maryam
08/07/2021 في 1:29 ص[3] رابط التعليق
المقال كأنه رسالة الله لي…..