لماذا أُحب سلطان القاسمي حاكم الشارقة؟
بقلم الإستاذة وفاء بنت سالم الحنشي
لأنه يذكرني بالعم نافع الوهيبي رحمه الله، البدوي الذي عرفته مذ كنت طفلة بلا ظفائر تندس بين الرجال في مجلس والدها الداخلي والخارجي تنظر إليه بدهشة وفضول، دهشة اللهجة البدوية الممتزجة بمفردات أهل أبوظبي،وفضول معرفة كيف لهذا الرجل أن يبدو هكذا بكل هذه البشاشة واللطافة..
نافع الذي يزور والدي كل صيف بسيارته ابوشنب ليكدس في حقيبتها الخلفية الراشن "المؤمن" لبيته في جعلان وما أن يراني يمد لي وهو يمسح على رأسي مقبلًا له ورقة ال ١٠٠ درهم..
الورقة التي عرفت من خلالها شكل الشيخ زايد في فترة لم نكن على معرفة ل الأقمار الصناعية..
نافع الذي كان يدخل بهندامه المرتب ورائحة العود دكان والدي أو السبلة وأشعر وأنا انظر لوجه والدي أنه يحب نافعًا كثيرًا جدًا، فكم من مرة صنع له والذي حلوى عمانية بكميات كبيرة ليأخذها معه إلى أبوظبي، في الفترة التي لم نكن نسمع فيها عن العلامات التجارية التي سيطرت على سوق الحلوى الآن..
لماذا أحب القاسمي، لأنه في مشيته الواثقة ووقفته الهادئة يذكرني بنافع حين يمشي صوب والدي محييًا إياه أو مودعًا له..
لماذا أحب سلطان القاسمي؟
لأنه يذكرني بأبي القارئ النهم الذي كان يلتهم الكتب التي يلتقي بها، يُقلب صفحاتها، يجمعنا حوله كل أسبوع كي نقرأ ونشرح له ما تحتوية الكتب..
لأنه يذكرني بوالدي الذي يجلس بجانبي مستمعاً مناقشًا إياي كل كلمة وجملة وكتاب وكنت أشعر بالبهجة والمعرفة في ذلك..
أحب القاسمي لأنه يشبه في ثقافته وعلمه والدي الذي كان الكتاب الأول ولا زال، لكنه ترك الكتب بكل ما تحمل جانبًا وعزف عن عادته الجميلة في القراءة والمناقشة وجلسات الحديث مذ دخلت قناة الجزيرة في بيتنا وجعلت منه باحثًا عن كلِ الأخبار في برامجها وشريطها الإخباري حتى بتُ أكره قناة الجزيرة
أُحب القاسمي لأن فيه من أبي الكثير مما فقدت واشتقت، وفيه من المعلم الذي تخيلت والدي عليه وهو يقرأ لنا أو يشرح لنا نصًا أو قصةً ما.
لماذا أحب القاسمي
لأنه يشبه أحلامي التي لم يكتب لها النجاة، والأمان الذي يمثله العلم، والجمال التي تمثلها الثقافة.