للاسم وللمسمى ارتباط وثيق ودلالة على معان قد ارتبطت بينهما فالاشتقاق دلالة الوصف وبغياب الوصف يمتنع الاشتقاق في الأسماء, وبقدم الاسم تكون الدلالة على قدم حضارة وتاريخ للمسمى ، وبالاسم يختص المسمى بأشياء دون غيره.
والاسم ينطق بحدث حصل لمسماه أومعنى ووصف قام به.
والأسماء لا تتغير وتتجدد إلا نادراً لأسباب ذات طابع خاص فمن حق الأجيال جيلاً بعد جيل توارث تاريخ الآباء والأجداد وعدم المساس بأصول تاريخيه وجذور حضارية تحكيها السنون والأمور والذكريات صدى السنين الحاكي .
فللأوطان محبة غرست في نفوس أهلها ومن التعلق بالوطن التعلق بالاسم الحقيقي له على ما يدل عليه من معنى لم يطلق عليه عبثاً بل له سبب تسمية عرفه من عرفه وجهله من جهله.
وغياب حقيقة الاسم وعدم فهم معناه لا تبرر تغييره لمجرد هوى أو فكرة من موظف عابر في أي منصة أو جهة فالموظف أجير وإن طال الزمن به له ظهور وله أفول وربما نقل أو فصل .
فليس تغيير مسميات تاريخيه عزيزة عند أهلها حق لوجهة نظر غريب على بلدة هو ضيف بها وموظف لتحقيق مصالح لا ارتباط بها بالأسماء.
ثم إن من يظن أن الأسماء الغريبة المعنى لا تتناسب مع الحضارة فقد أخطأ في ظنه بل وفي مفهوم الحضارة.
ولم نر تغيير الأسماء في مسميات قديمة في مكة والمدينة وفلسطين بل ولا في الشام والعراق ومصر وهي مهد الحضارات وأساس الدنيا..
ولم نسمع أن اليونان غيروا أسماء يصعب النطق بها وتستغرب حكايتها في هذا الزمن فلم يبدل اسم أرسطو وأفلاطون أو سقراط وفيتاغورس وغيرهم من أرباب العلم والحكمة القديمة.
فلذلك فإن تغيير الأسماء القديمة التي لها قرون من الزمن لمجرد وجهة نظر شخص أو أشخاص هو من الجناية على تاريخ البلدة والإساءة إلى الأجيال القادمة وفصلها عن تاريخ آبائها والحضارة ليست اسم بل فكر وعلم وسلوك .
وخلاصة القول إن مما لا يقبله العقلاء من أهل البلدة تغيير مسميات أحياء لها مئات السنين مكتوبة في صكوك ووثائق ومبايعات وبها أشعار وأناشيد وقصص.
فرابغ بلدة قديمة لها من التاريخ والمواقف والأحداث الشيء الكثير وأسماء الأحياء القديمة ماثلة من تلك الحقب والأزمان فحي الدور والفريسنية والصليب وعرقة والقعرة والمحجر والمرجانية والقلة وغيرها لها مكانتها وأصولها فهل يقبل تغييرها لمجرد أنها لم ترق لشخص أو أشخاص لم يعرفوا معناها.
فلذلك قلت ذلك وأسأل الله السداد والصواب لي وللجميع.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
راشد
02/08/2021 في 11:27 م[3] رابط التعليق
أبدعت أبا عبدالرحمن شكراً من الأعماق وليتك تتطرق لتسمية الشوارع في رابغ فهي في نظري امر معيب معيب
رابغي
03/08/2021 في 2:55 م[3] رابط التعليق
أحسنت يا أبا عبدالرحمن.
حسن الهدهدي
05/08/2021 في 8:56 م[3] رابط التعليق
اوفقك الرأي الأسماء الحالية تطلق على مدن جديدة كرابغ الجديد يسمى بأسماء جديدة ولكن أحياء قديمه لها مئات السنين يتم تغييرها خطأ على سبيل المثال تم هدم أسواق رابغ القديمة ومُسحت بها الأرض وهي تراث له أكثر من خمس مئة عام بسبب وجهة نظر رئيس لبلدية سابق دون الرجوع لأهل المنطقة واستشارتهم ودمتم .
رابغي متطور
06/08/2021 في 3:33 م[3] رابط التعليق
لكي تعيش الحضاره لابد من تغيير
اسماء الاحياء القديمه الي اسامي احياء متطوره
رابغ ليست لاهل رابغ فقط هي تابعه لدوله لها ملك يحكمها ولابد ان نواكب التطور ورؤية ٢٠٣٠ ودمتم بخير
التاريخ ابحث عنه في كتاب التاريخ