عبدالرحمن منشي
علمتني الحياة الإجتماعية أن الدنيا تدور بنا والأيام تعصف بنا وتنقضي ألليالي والساعات ليلة بعد ليلة ويوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، فدلتني أن التمس العذر .. قبل أن يدور الزمان .. فتُعرِفك بأن غيرك كان على حق حين قالها.. لذلك لكي لايقع الفأس على الرأس، زيدوا مساحة العذر للناس وأعتذر و قدّر، واحترم، وأكرم، واعف وتغافل، فوالله لن تخسر شيئاً بل تزيد تواضعاً ورفعه، واحتسب الاجر على الله وبها تفلح بإذن الله فكم هي جميلة هذه الآية قال الله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
إذاً. الكلمات التي لا تراعي خواطر الناس ظلم بقسوتها، لا ينبغي أن تكون متسرع في الكلام مع الناس دون مراعات لمشاعرهم، فإختيار كلمات أللطف هو الصواب نعم ليست كل المشاعر تحتاج إلى حبيب بعض المشاعر تحتاج إلى رفيق لايخذل، وصديق لا يوجع، وأخ صادق لا ينساك ولا تنسى أيامه الجميلة وانسان صدوق لايمل شكواك وسماع همومك.
إذاً فلما القسوة فلنخاطب ألقلوب برفق فيا عزيزي أعتبر في قلب كل إنسان زهرة لا تتفتح إلآ بالإعتذار و باللطف فالكلمات الجميلة كم هي في مجملها صدقة ونهر بارد وعذب يداوي ظمأ القلوب، وعندما تقسو عليك الحياة احذر أن تصبح مثلها وتقسو على من حولك فتدور عليك الدآئرة،،، فسبحان الله فبكلمة آسف،،قد تحل، كلمة لو نطقناها بصدق لذابت الحواجز وزال الغضب معها ولداوينا قلباً مكسوراِ أو كرامة مجروحة ولعادت المياه إلي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة كلمات سهلة وبسيطة وصادقة فقط اخرجها من قلبك الصافي.
وأخيراً
أما الذين يرفضون الإعتذار ولا يقبلون أعذار الآخرين ولا يقدرون الظروف الصعبة التي دفعتهم إلى التجاوز والإساءة فهم أصحاب نفوس متقلبة تغيب عنها أخلاق الإسلام، وهؤلاء للأسف غالباً ما يكونو سببا مباشرا في تضخم المشكلات الصغيرة، وتكبير التجاوزات البسيطة بحيث تتحول إلى أزمات ومشكلات كبرى تترك أثرا سيئاً على المجتمع وتساهم في التشتيت على النطاق الأسري.
وأخيراً موجز مقالي
أن ثقافة الاعتذار غائبة لدى أغلب أفراد المجتمع، فبعض الأشخاص يرونه عيباً، وأنه يقلل من شأنهم، ويضعف شخصيتهم، والبعض لا يعتذر رغم علمه أنه أخطأ في حق غيره، ويكون ذلك غالباً بدافع التكبر والتعالي، وهنا يجب أن يعلم الجميع أن الاعتذار لا يفعله سوى الكبار؛ حيث إنه يُسهم في نشر التسامح والأُلفة والمحبة، وكذلك يُزيل الاحتقان بين الأفراد، وهو دليل على حسن التربية والتواضع والرقي، إضافةً إلى أنه يكشف قوة الشخصية التي تقدر أن الوقوع في الخطأ لا يعني أن الشخص سيئ أو أنه فاشل.
*همسة*
سامح فإنكَ في النهايةِ فانِ
واجعل شعارَكَ كثرةَ الغفرانِ
وابسط يديكَ لرحمةٍ ومودةٍ حتى تنالَ محبةَ الرحمنِ
ليس التباغضُ من شريعةِ أحمدٍ بل إنَّه لَبضاعةُ الشيطانِ
سامح أخاك وإنْ تعثَّرَ طبعُهُ إنَّ التسامحَ شيمةُ الشجعانِ
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوالبراء
06/09/2021 في 9:11 م[3] رابط التعليق
كلام جميل جدا ويدل على رقي الكاتب وفكره النير بارك الله فيك
أبونواف
06/09/2021 في 9:14 م[3] رابط التعليق
كلام جميل من إنسان جميل
أبو عبدالرحمن
06/09/2021 في 9:27 م[3] رابط التعليق
اقتباس :
ليست كل المشاعر تحتاج إلى حبيب بعض المشاعر تحتاج إلى رفيق لايخذل
تعليق:
قمة في الروعة، إبداع و رصانة قلم!
زادك الله علماً و عملاً، و نفع الله بقلمك و زادك رفعةً و بهاء
عبدالمحسن العولقي
06/09/2021 في 9:34 م[3] رابط التعليق
كلام جميل يصف الحقيقه التى نحن فيها
عواصف نفسيه و عواصف عائليه و عواصف سياسيه
الله يلطف بنا جميعا وسلمت يداك اخى عبدالرحمن
أبو نواف ع القحطاني
06/09/2021 في 9:39 م[3] رابط التعليق
من أرقى واسماء الأخلاق الحميدة لغة وثقافة الاعتذار والتسامح يشكر ابوياسر على هذا المقال الجميل 💐🌹
ايمن احمد عطرجي
06/09/2021 في 9:41 م[3] رابط التعليق
الاعتذار شيمة الكرام
إسماعيل حداد
06/09/2021 في 10:11 م[3] رابط التعليق
ثقافة الاعتذار لابد ان تنمى من مراحل الطفولة و في المراحل الدراسية الابتدائية و تثقيف الاباء و الامهات على تشجيع أبنائهم على تطبيق ما يتعلموه في المدارس.
د. عاطف منشي
07/09/2021 في 8:48 ص[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافية يابو ياسر فقد أجدت وأفدت جزاك الله خير الجزاء وأقول :
لا يعتذر إلا كريم المشاعر والطبائع ومن تربى عليها، أما الذي يستمر في خطأه على الآخرين ولا يعتذر فهو لئيم الطبع خبيث المعشر قد امتلأ قلبه حقداً وغلاً وتكبراً والعياذ بالله.
زكي لحظة
07/09/2021 في 2:12 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله مقال رائع وفي الصميم، وليس بمستبعد من كاتبنا لتطرقه لجميع المقالآت الإجتماعية،، ولكن اقول بعض الناس محتاجة ثقافة ادب حتى تتعلم ثقافة الإعتذار، لان قلوبها مليئة بالترسبات شفاهم الله
أبو مازن
07/09/2021 في 2:13 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله تبارك الله مقال رائع وفي الصميم، وليس بمستبعد من كاتبنا لتطرقه لجميع المقالآت الإجتماعية،، ولكن اقول بعض الناس محتاجة ثقافة ادب حتى تتعلم ثقافة الإعتذار، لان قلوبها مليئة بالترسبات شفاهم الله