غاليه نعمة الله
السيد السفير سامح شكري وزير الخارجية يعيد التأكيد على أن كل الخيارات مفتوحة بشأن سد النهضة .
معاودة الحديث عن السد وإلقاء حجر في الماء الراكد تحمل رسائل متعددة ودلالات كاشفة ، وتطرح كالعادة المزيد من التساؤلات التي تلهث وراء إجابة .
فهي - تصريحات السيد الوزير - تعني أننا مازلنا عند نقطة البداية الأولي أو حولها . وأننا متمسكون بمواقفنا .
وأن كل جهود الوساطة وآخرها الوساطة الجزائرية قد فشلت .. أو بمعني أدق تعمدت إثيوبيا إفشالها .
وأن إثيوبيا نجحت ولا تزال في إبقاء وحصر جهود حل الأزمة في الإطار الإفريقي .. وبلغة أخري وأدها أو تجميدها .
وأن الحرب الأهلية في إثيوبيا لم تؤثر حتي الآن بشكل ملموس علي القضية ، وهو ما سبق أن توقعناه .
كما أن هدوء الأوضاع بشكل مفاجئ علي جبهات الصراع الداخلية وانحسار الأضواء بشكل متعمد عن نجاحات التيجراي ، يعني أن هناك أطرافا خارجية تحرص علي بقاء نظام أبي أحمد وعلي استمرار أزمة المياه وسد النهضة .
ويمكن تسمية هذه الأطراف تحديدا وهي إسرائيل وأمريكا وتركيا وبعض دول الخليج العربية للأسف ثم الصين وروسيا .
مع اختلاف وتباين دوافع كل دولة من هذه الدول من وراء موقفها إزاء السد وقضية المياه .
كما سبق أن ذكرنا ، فلا يجب المراهنة كثيرا علي ورقة الأوضاع الداخلية في إثيوبيا ..
فما يجمع كل الفرقاء هناك هو فقط قضية سد النهضة وتدفق المياه ( الإثيوبية كما يتوهمون) إلي مصر والسودان .
توتر أو تدهور الأوضاع الداخلية هناك يمكن فقط أن يعيق مرحليا بعض الخطط الإثيوبية ولكنه لن يوقفها .
كما أنه يمكن أن يوفر مناخا أكثر ملائمة لنا لطرح وتنفيذ بعض البدائل ، ولكن أيضا لفترة زمنية محدودة ومرتبطة بمدي تأزم الأوضاع الداخلية هناك .
هل سيسقط نظام أبي أحمد ؟ أو بمعني أدق سيُسمح بسقوطه ؟
وهل استفدنا من تأزم وضعه الداخلي خلال الأشهر الماضية في تحريك الأمور في اتجاه مواقفنا ومطالبنا ؟
لا أملك إجابة قاطعة ، فلا نعلم سوي القليل .. وكلماتنا تدور في حدود هذا القليل .
ولكن تصريح السيد وزير الخارجية الأخير يدعم ظنوننا . ويدفعنا في نفس الوقت لتكرار ثقتنا في أن قيادتنا السياسية تعلم الكثير وتتحرك في حدود معطيات هذا الكثير
واليوم 15/سبتمبر البيان الرئاسي
البيان الرئاسي الصادر اليوم عن مجلس الأمن جيد فى مجمله ، ويتضمن بنودا تدعم الموقفين المصري والسوداني رغم أننا كنا نأمل فى صدور " قرار " أكثر حسما وقوة !!
وشكرا لتونس الشقيقة العضو العربي فى مجلس الأمن التى تقدمت بمشروع البيان نيابة عن مصر والسودان
أما البيان الإثيوبي الصادر ردا على بيان مجلس الأمن اليوم ،
وخاصة سطره الأخير الذي يؤكد أن إثيوبيا لن تعترف بأية دعاوي قد تثار استنادا إلى هذا البيان الرئاسي ،
فإنه يؤكد مجددا وبما لا يدع مجالا للشك أن إثيوبيا لن تتزحزح قيد أنملة عن موقفها فيما يتعلق بسد النهضة وتدفق مياه النيل شمالا .
وأنها لن تتوقف أيضا عن مساعي إثارة بقية دول حوض النيل ضد مصر والسودان .
وأننا يجب ألا نراهن على الأوضاع الداخلية فى إثيوبيا ، ولا علي وعود آخرين بأوهام دعم موقفنا .
وأن رهاننا يجب أن يكون فقط على صلابة موقفنا ومدي استعدادنا للسير بكل جدية فى كل الإحتمالات وفى الوقت الصحيح .
بكل أسف .. الأمر جد خطير . ومصير مصر وأجيالها القادمة على المحك ..!!!