عبدالرحمن منشي
الحياة رحلة عرضة للمطبات، ومطباتها أزمات يواجهها الإنسان في مراحل مختلفة من عمره. ويختلف الناس في أسلوب تعاملهم مع المواقف الصعبة، فهناك من يقف صامداً أمامها، وهناك من يستسلم لها تاركاً سفينة حياته للرياح توجهها كما تشاء. والمواقف الصعبة تحتاج لشيء من التنازل من كل طرف، فمن غير الممكن أن نحصل في كل موقف على ما نريد وإذا تمسك كل طرف بموقفه فلن تنتهي الأزمة. وفي رأيي أغلب أزمات الأسرة يمكن تجاوزها إذا تعاملنا معها بشيء من التضحية والتنازل للطرف الآخر. ومن أمثلة المطبات في حياتنا فأقول تختلف مشاكلنا في طبيعتها وفي طريقة التعامل معها فبعض المشكلات تفاجئك كما لو كانت "مطبا" من صنع محلي في حارة سكنية يظهر دونما مؤشرات فتؤثر في حياتك ولا تعطيك وقتا للتعامل معها تماما كما يفعل الـ"مطب" بسيارتك.
وبعضها الآخر يكون كمطب مليء بالأنوار والتحذيرات وأمامه العديد من اللوحات وتنصدم في نهاية الامر بانه لا يستحق الوقوف أمامه، تماما كبعض المشكلات التي نكبرها في عقولنا وهي في حقيقتها لا شيء.
وبعضاً منها يكون الضرر فيها عندما نتسرع بالتعامل معها تماما كـ"مطب" تأخذه على "سرعة" ولك ان تتخيل مقدار اللخبطة التي قد تصيبك.
وهنالك نوع من المشكلات تكون صغيرة ولكن وجه الاشكال فيها كونها تأتيك متتالية وتتكالب عليك لتجهدك وتسبب لك الكثير من الألم، فكل أزمة مهما كان حجمها يمكن تجاوزها بالالتزام بقواعد ثابتة أهمها، الاحتفاظ بهدوء الأعصاب لأنه مع العصبية يغيب العقل، وترتبك المشاعر ويفقد الإنسان السيطرة على انفعالاته. ويجب استيعاب الموقف كاملا من كل جوانبه حتى نجد له المدخل السليم لأن جهلنا ولو بجزئية صغير يمكن أن يوجه سلوكنا إلى طريق خطأ، إذاًِ من الطبيعي أن نتعرض للكثير من الأزمات، ولكن المهم أن نتعلم كيف نتجاوزها بالحكمة ونجد ايضاً
الذين يحلون مطبات الحياة هم دائماً الذين يرسمون للحياة مستواها الجميل رغم ما يلاقونه من تعب، نعم ليست الحياة بعددِ السنين ولكنها بعددِ المشاعر، لأنّ الحياة ليست شيئاً آخر غير شعورِ الإنسان بالحياة والشعور بمعاناة الآخرين.. وأخيراً الكمال لله وحده، ولا يوجد على هذه الأرض شخص ملك السعادة أو لم يفارقه الحزن، كل فرد أو أسرة على سبيل المثال لديه ما ينغص حياته أو يجرها إلى ركن مظلم، هناك أسرة ينقصها المال وهناك أسرة حرمت من الأولاد وهناك امرأة لم تتزوج ، هناك من هو شقي في وظيفته أو مع أولاده أو زوجه وهناك مطلقة تتنقل بين المحاكم لأجل الحضانة، والمطبات كثيرة في الحياة فلنتحلى بالصبر والهدوء ونأخذ المطبات بكل إريحية.
*همسة*
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبـه
لا تيأسـن فـإن الكافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة
لا تجزعن فـإن القاسـم الله
إذا بليت فثق بالله وارضَ به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحـد
فحسبك الله في كـلٍ لـك الله
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوالبراء
23/11/2021 في 6:25 ص[3] رابط التعليق
مقاله رائعه كروعة كاتبها
لذلك جعل الله مفتاح من مفاتيح الجنه الصبر
جعلنا الله وايكم من الصابرين المحتسبين
أبو نواف
23/11/2021 في 7:40 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك أبا ياسر مقالكم جميل ك جمال روحكم وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
إسماعيل
23/11/2021 في 10:13 ص[3] رابط التعليق
الموضوع متسع و ايجازك شمل اهم النقاط الأساسية للتعامل مع مختلف الازمات التى يمر عليها الانسان و هنا يبرز دور الحكمة و العقل في معالجة المشكلات و تقليل الاضرار الجانبية على قدر المستطاع
جزاك الله خيرًا
عبدالمحسن العولقي
23/11/2021 في 1:35 م[3] رابط التعليق
رحم الله والديك
كلام جميل يستحق الثناء
إبداعك مميز يا اخى عبدالرحمن
أبو مازن
23/11/2021 في 2:40 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، بصراحة مقال يحاكي الواقع، ويعجبني التنويع في كاتبنا حفظه الله
عبدالرحمن منشي
23/11/2021 في 2:46 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، شكراً للجميع على مرورهم الرائع
RK
26/11/2021 في 1:54 م[3] رابط التعليق
مقال رائع
يعطيك العافية أ. عبد الرحمن
السلمي
06/12/2021 في 3:51 م[3] رابط التعليق
كلمات تلامس الواقع و تربت على أكتاف قارئيها تقول لهم
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
فلنتحلى بالصبر والهدوء ونأخذ المطبات بكل إريحية.
موفق أخي عبدالرحمن و سلمت أناملك وعاش إبداعك المتميز و أسأل الله أن يكتب لك الأجر و الخير🌹