عبدالرحمن منشي
اسأل نفسي دائماً ماذا ينقص منا عندما نكون محبين للخير لنا ولغيرنا ومفاتيح للخير.
من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال:(إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ).نعم والله
تصادفنا في حياتنا حالات عديدة لبشر، بعضهم تراه فتقول بأنه نعمة من الله تمشي على الأرض، به يصلح أحوال الناس ، ويصحح أخطاء عمل، وينصر به حقوق مظلومين، وبعضهم،أول ما تراه فتقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، بأنه بالفعل نقمة أنزلت على الأرض، لتعبث فيها فساداً، وتطفش فيها الناس.الحمد لله
نصيحة رسولنا هنا واضحة تماماً، فأنت يا بني أدم عليك أن تعمل كي تكون مفتاح خير أو تكون مغلاق شر.
فأنا أقول في مقالي هذا من واقع خبرة عملية وإجتماعية كم من مسؤولاً كان سبباً في إسعاد موظفيه، في الدفاع عن حقوقهم، في منحهم الأجواء العملية الصحية لهم من غير تلوث بيئي ليبدعوا ويعملوا ويتطوروا ويطورو غيرهم؟! فكان مفتاح خير عليهم، بمجرد وجوده يشعرون بالإيجابية والإنصاف، ويتمنون أن يظل على رأسهم مسؤولاً عدة سنوات.ومن ناحية أُخرى، كم من مسؤولاً كان سبباً في تعاسة موظفيه، ينقص من حقوقهم وينتهكها، يقلب لهم بيئة العمل لأجواء غير صحية مليئة بالكراهية، يكسرهم يدمرهم ويحطم طموحاتهم ومعنوياتهم؟! فكان مغلاق للخير ومفتاح للشر عليهم، بوجوده يشعرون بالأسى والغثا والضيق والغبن، تضيع معه الحقوق، ويسود الظلم ولا تقوم للعدل قائمة، فيتمنون زواله من مكانه، وقد يصل البعض من حر مابهم ، الدعاء عليه وتمني زواله! أوالبعض منهم يستقيل أو يتقاعد من الظلم والقهر وأنا اعرف منهم أشخاص، وهذه مشاهدات لم تأتي من قصص الخيال بل هي واقعة في المجتمع إلأ من رحم ربي لأجل لانظلم الناس الطيبة،لذلك كم شخصاً كان بيده تسهيل أمور آخرين، وهو يعلم بذلك وبيده حلها، فقام بتصعيبها بدل تسهيلها؟! كم شخصاً يعرف تماماً أنه قادر على مد يد العون للآخرين، لكنه مد يد الأذى لهم ؟! كم شخصاً بات يتراقص على جراحالآخرين!وقس على ذلك من أمثلة في الحياة. لكن في المقابل هناك «مفاتيح» للخير، أناس قد يمتلكون أقوى الخطوات والحنكة الإدارية في مواقعهم، قد يمتلكون النفوذ القوي في أوساط المجتمع، لكن مع ذلك، لا يردون إنساناً ينشدهم المساعدة، بل هم من أنفسهم يبادرون للبحث عن الناس لمساعدتهم،
الخير زرع والفتى حاصد
وغاية المزروع أن يحصدا
وأسعد العالم من قدم الإحسان
في الدنيا لينجو غدا
نعم هم من يحاولون إيجاد المفاتيح التي تصنع الخير وتزرع البسمة على شفاه الآخرين ، هم من تجد الناس تلهج بالدعاء لهم وتشكرهم، لأنهم يعملون وهدفهم مساعدة الناس، ونشر الخير ليعم الخير، ويكرهون أي شر أو أذى يطال على الآخرين.
فاللهم نور بصيرتنا وافتح قلوبنا للخير وأغلقها من الشر وأهدى ضال المسلمين وأحمى البلاد والعباد من كل فكر منحرف آمين يارب العالمين.
*همسة *
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا
وأكثر الناس الات تحركها
أصابع الدهر يوما ثم تنكسر
فلا تقولن هذا عالم علم
ولا تقولن ذاك السيد الوقر
التعليقات 8
8 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
د. عاطف منشي
24/12/2021 في 6:59 ص[3] رابط التعليق
لقد وقعت أخي الكريم على جراح كثير ممن ظُلموا من بعض المسؤولين الذين تسببوا في قطع أسباب رزق العباد وبث الفزع في القلوب وخراب البيوت وإشاعة الظلم والإفتراء على الخلق بالكذب والبهتان.
فكم من كفاءات حوربت وأوذيتْ بسب حقد وحسد مدير أو مسؤول لا ضمير له فشق علىيهم وأقصاهم وقرّب من هم على شاكلته.
فأسرع طريقة للتخلص من الكفاءات هي أن تولي عليهم شرار الناس، أو أسوأهم أداء وسمعة،فعندما يتبوأ الأسوأ المنصب يتكفل تلقائياً بتعيين من هم على شاكلته، فتبدأ حفلة تضييق الخناق على الكفاءات ممن لا يطيقون العيش في «مستنقعات آسنة».
قال صلى الله عليه وسلم:
(( اللهم من وَلِيَ من أمرِ أمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فرفَق بهم فارفُقْ به)) رواه مسلم.
ابوالبراء
24/12/2021 في 9:50 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا
الدين النصيحه
واجمل النصايح المقدمه
عايض الخربي
24/12/2021 في 9:56 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير وبارك فيك ونفع الله بك..
بن محمد
24/12/2021 في 10:25 ص[3] رابط التعليق
مااجمل ابداع أناملك
سطّرت وأوجزت وأصبت
بارك الله فيك…
كسن بخاري
24/12/2021 في 10:49 ص[3] رابط التعليق
الله عليك يا دحمي
فعلاً ماقلته صحيح
الله يذكر اخواننا الاعزاء الذين رئسونا وكانوا خير رؤساء امثال ابو غسان ولا نحصيهم وغيره كثر
اما الآخرون على النقيض فهم كذلك كثر
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ادعوا الله ان يغفر لمن هم الآن تحت التراب ويسامحهم على سوء معاملتهم لمرؤسيهم في السابق وان يصلح من هم على قيد الحياة ويلهمهم الاستغفار
وان يرحم اؤلئك الطيبين الحكماء في ادارتهم للموظفين وان يحفظ من هم على قيد الحياة ويبارك لهم وان يجعل لهم القبول في الدنيا والآخرة ويغفر لنا جميعاً
مشرع البقمي
24/12/2021 في 11:51 م[3] رابط التعليق
أحسنت القول .. لمست واقعًا يعيش بيننا .. لكن لمثل هؤلاء نقول بإن الحياة سلفٌ ودين ماتقدمه ستجده أمامك.
وهنا حضرني حديث أَبي هريرة ، عن النبيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً منْ كُرب الدُّنْيا نفَّس اللَّه عنْه كُرْبةً منْ كُرَب يومِ الْقِيامَةِ، ومَنْ يسَّرَ عَلَى مُعْسرٍ يسَّرَ اللَّه عليْهِ في الدُّنْيَا والآخِرةِ، ومَنْ سَتَر مُسْلِمًا سَترهُ اللَّه فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، واللَّه فِي عَوْنِ العبْدِ مَا كانَ العبْدُ في عَوْن أَخيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَريقًا يلْتَمسُ فيهِ عِلْمًا سهَّل اللَّه لهُ به طَريقًا إِلَى الجنَّة. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بيْتٍ منْ بُيُوتِ اللَّه تعالَى، يتْلُون كِتَابَ اللَّه، ويَتَدارسُونهُ بيْنَهُمْ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينةُ، وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمةُ، وحفَّتْهُمُ الملائكَةُ، وذكَرهُمُ اللَّه فيمَنْ عِندَهُ. ومَنْ بَطَّأَ بِهِ عَملُهُ لَمْ يُسرعْ به نَسَبُهُ رواه مسلم.
احمد باسلامه
25/12/2021 في 12:27 م[3] رابط التعليق
ابليت واحسنت ياابو ياسر ودقت اصابعك على جراح من لم يحسنوا صنيعا واكرمت اناملك ومقالتك الذين صنعوا جميلا فندعوا الله ان يوفقك لعمل الخير ونصح الناس للتغير للافضل
ايمن احمد عطرجي
26/12/2021 في 3:03 م[3] رابط التعليق
رائع ابوياسر…. المسلم من سلم الناس منه…جزاك الله خير