عبدالرحمن منشي
لقد ودع العالم الإسلامي بالأمس العلامة "الشيخ صالح بن محمد اللحيدان من العلماء البارزين في المملكة، وأقدم أعضاء هيئة كبار العلماء بها الذي احتفظ بعضويته بها 51 عاما منذ تأسيسها عام 1971، وحتى وفاته.عن عمر ناهز التسعين عاما رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.ومذكراً كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).
ومع شدة حزننا، وتألمنا لموت الشيخ اللحيدان رحمه الله عالم من العلماء؛ إلا أنه يلزمنا أن نعلم أنه ليس معنى موت واحد من العلماء، ضياع الأمة، وتوقف مسيرة الدعوة، ففيما بقي من أهل العلم خير كثير، والأمة زاخرة بالكفاءات العلمية، مليئة بالرجال المخلصين الذين يحملون هم هذا الدين،، فلا ينبغي أن يضعف العزم والعطاء، فراية العلم والدعوة محفوظة بإذن الله ما دام الكتاب والسنة محفوظين، فكم مات من عالم! وكم دُفن من إمام!
بل قد مات النبي -صلى الله عليه وسلم- ودين الله باقٍ، وأعلامه باقية بعده مرفوعة على يد أتباعه من علماء الأمة وورثة الأنبياء فهذه الأمة لا تموت بموت رجالها، بل إن الله يهيئ لها ممَن يخلفهم ما يجدد به ذكرهم، ويواصل به مسيرتهم، ويرفع به رايتهم، إلى ما شاء الله. قال عمر -رضي الله عنه-: "موت ألف عابد أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه" نعم والله إنما يعظم أمر الموت، ويفظع شأن المصاب، إذا كان المفقود عالما من علماء الأمة، تستنير بعلمه البلاد، ويستضيء بفقهه العباد. فالعلماء ورثة الأنبياء، وجودهم خير عظيم، وفقدهم مصاب جسيم. فهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، وهم الملاذ بعد الله تعالى لبيان مراد الله من دينه. يقول تعالى:"فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ".
وَحُق للأمة أن تحزن لموتهم، وتأسى لفراقهم، لأن ذلك يعتبر شرخ في جدار المسلمين، وشرخ في بناء حضارتهم. قال تعالى: ﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾. قال ابن عباس في رواية: "خرابها بموت علمائها، وفقهائها، وأهل الخير منها". وقال مجاهد:"هو موت العلماء" وأخيراً عزائنا لاسرة الشيخ اللحيدان وأقول اللهم ارحم علماءنا ومشايخنا رحمة واسعة، وأجعل أنوارهم على ألدوام ساطعة، وذكرهم وذكراهم نافعة، اللهم مَن أحييته منهم فبارك في عمره وعلمه وسعيه، وسدده ووفقه وثبته، ومَن مات منهم فتغمده بالرحمة والغفران، والروح والريحان، والرضا والرضوان، وأعل مقامه في الجنان، وتقبله في الصالحين، واحشره مع الشهداء والنبيين اللهم آمين .
*همسة *
خَطْبٌ أَلَمَّ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْسَكِبُ
وَالْقَلْبُ مِنْ أَلَمٍ الأَحْـزَانِ يلْتَهِبُ
وَمُهْجَتِي مَسَّهَا مِنْ بُؤْسِهَا سَقَمٌ
عَلَى فِرَاقِـكَ يَا مَنْ لَيْلُهُ قُـرَبُ
كَمْ مُؤْمِنٍ بِالدُّعَا لِلشَّيْخِ مُنْشَغِلٌ
لِأَنَّـهُ لِلْعُـلا يَدْعُـوْ وَيَحْتَسِبُ
وَصَالِحٌ نَعْيُهُ فِي الْقَوْمِ فَاجِعَـةٌ
هَزَّتْ مَشَاعِرَنَا وَالدَّمْعُ مُنْسَكِبُ
التعليقات 7
7 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابوالبراء
08/01/2022 في 5:34 ص[3] رابط التعليق
رحمة الله عليه نسئل الله ان يجمعنا به في اعلى جنانه
حميدي الفارسي
08/01/2022 في 7:23 ص[3] رابط التعليق
غفر الله له واسكنه فسيح جناته من اقدم اعضاء هيئة كبار العلماء اكثر من نصف عمره وهو عضوا فيها بالاضافة الى عمله في القضاء حتى وصل الى اعلى منصب في المجلس القضائي بالمملكة العربية السعودية وكذلك قد افنى عمره في طلب العلم وتعليم الناس ونشر الدعوة في شتى الامة الاسلامية عن طريق جميع الوسائل في وقتنا الحاضر ونقول لقد اتعبت من بعدك ياشيخ صالح ونسأل الله ان يرحمه رحمة واسعة وان يبارك في خلفه لتولي هذه المسؤلية .
إسماعيل حداد
08/01/2022 في 8:33 ص[3] رابط التعليق
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و جعل ما قدمه في موازين حسناته و رفع درجته في جنات الخلد
عبدالرحمن آل جابر
08/01/2022 في 10:10 ص[3] رابط التعليق
رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وعوّض الأمة خيرا، والمقال كاشف عن إضاءات هامّة في هذا الحدث.
شكر الله لراقمه
حمد الصبحي
08/01/2022 في 1:33 م[3] رابط التعليق
اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ
بن محمد
08/01/2022 في 1:47 م[3] رابط التعليق
الله يغفرله ويرحمه
سعيد الشيخي
09/01/2022 في 1:48 ص[3] رابط التعليق
صح لسانك يابو ياسر
كلامك درر