عبدالرحمن منشي
كثيراً ما يحاول أحدنا ويبذل الغالي والنفيس لتحقيق أمنية ما، ويشعر انه يقترب رويداً رويدا، فيزيده ذلك إصراراً وحماساً لتحقيق ما يتوق إليه،نعم أن كل حلم من الممكن ان نكون قد بدأنا طريقه الذي يوصلنا إليه، لكننا نكتشف فجأة أن هذا الحلم لن يكتمل، والرياح التي هبت عليه معاكسة لما توقعنا.
كل طريق نسلكه هو حلم بدايته صغيرة أو هدف صغير، نفكر كيف نبدأه وكيف نجعله يتحقق، لكن بعض التيارات الأخرى التي تواجهنا في حياتنا تؤثر في هذا الحلم الصغير او الكبير، فإما أن تساعدنا على تحقيقه وبلوغه مهما كانت التضحيات، وإما أن تعطينا أمنيةً وحلم آخر بشيء آخر ونترك هذا الشيء الذي مضينا به، على أمل أن يكون الشيء الآخر والحلم الآخر أجمل من الأول بإذن الله تعالى ولعله خير.
يجب أن يعرف ألانسان أن كل ما يحصل من حوله هو مجرد تنفيذ لإرادة الله فلعله خير، فكثير من ألاحيان نردد هذه الكلمات البسيطة ونعلم ايضا أن الله لن يأتي بضرر أو النفع إلا بما يريد فهذا شأنه وملكه يسير من فيه بما يشاء سبحانه وإن الانسان ليعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى لم يخلقه عبثاً ويعلم أن الله هو الذي يسير الامور بما يشاء لذلك لانتردد بقوله لعله خير، ولا تنسى حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
فمن تجارب الحياة وبدون زعل النفس كم يحصل معنا موقف معين، حاولنا أن نحقق به هدف ما، ولم يحصل؟ وأحزننا ذلك، وبعد فترة، وفقنا الله وبصرنا أن ذلك هو الخير بعينه، فقلنا “الحمد لله لعله كان خير، نعم نحن بشر ضعفاء نُصِر على ما نريد نسعى ونبذل ونفعل ولا تأتي النتيجة التي نريدها، أيا كان هذا البذل وأياً كان حجم ألهدف المرسوم، إذاً فالمتغيرات في الحياة هي جزء من ألحياة اليومية بمختلف أشكالها مرض، فشل مشروع، متى ما حلّت بنا نشعر بالامتعاض ونعيش حالة من القلق وعدم الرضا ثم نبدأ رحلة البحث عن دواء لجراحنا وقد نسينا أن البلسم الشافي هو الإيمان بالقضاء والقدر والخير كله في قوله تعالى: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} ولذلك نؤمن بقضاء الله وقدره وأن كل مايحدث في هذه الحياة من خير أو شر, ومن نفع أو ضر إنما هو بقضاء منه تبارك وتعالى وتقدير، فيرضي بحكم الله صابراً محتسباً، طمعاً في مرضاة الله {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.
وهنا تكمن أهمية الإيمان بالقضاء والقدر في مواجهة المصائب في حبس النفس عما تكره، وصونها عن فعل ما يغضب الله تعالى، وذلك بالصبر والرضا.
فعليك أخي وأختي في الله أن تصبر إذا قدَّر الله تبارك وتعالى عليك أمراً، وعليك أن تعلم أن ذلك كله بقضاء الله وقدره, فتسلِّم لأمر الله تبارك وتعالى لينشرح صدرك, وعليك أن تعلم أن بعض ما أصابك قد يكون ابتلاءً من الله لرفع درجتك عنده إن صبرت واحتسبت ذلك.
*همسة*
ما كلُ ما يتمناه المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أنور
14/02/2022 في 8:16 م[3] رابط التعليق
مقال رائع مثل كاتبه ! كل الشكر و التقدير لك يا أبا ياسر
مشرع البقمي
14/02/2022 في 8:31 م[3] رابط التعليق
أحسنت القول ياكاتبنا العزيز
كلام معبر وجميل
ابوالبراء
14/02/2022 في 9:08 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا
ايمن احمد عطرجي
15/02/2022 في 10:36 ص[3] رابط التعليق
رائع اخي ابو ياسر……الحمدلله على نعمة الاسلام واليقين بالله وكفى بها نعمة