غاليه نعمة الله
حرب أوكرانيا
بريطانيا تقول أن طرد روسيا من مجلس الأمن هو أحد الخيارات المطروحه.
والسلاح الألماني يوجه مجددا وبعد أكثر من ثمانين عاماً صوب روسيا . وسويسرا والسويد وفنلنده يتخلو عن حيادهم.
وكأن عجلة التاريخ تعيد إنتاج ذات سيناريو وأجواء ما قبل الحرب العالمية الثانية.
ولكن الجديد هذه المرة هو أن زر سلاح تدمير كوكبنا يمتلكه الآن عقلاء وحمقي يلوحون باستخدامه .
وأن خبراء يتوقعون حربا عالمية سيبرانية بتكنولوجيات متطوره ستزلزل الإقتصاد والأمن العالمي وستنشر كثيرا من الفوضي وتعيق الكثير من النظم والأنشطة الحيوية حول العالم.
يجيئ كل هذا وسط موقف وغضب أوربي جامح لم يصل إليه خيال الكثيرين وأنا منهم. ولم يسعفنا فهمنا المتواضع لبعض علوم دراسات المستقبل في التنبؤ بمداه .
ويغذي لدي شعور بأن هذه الردود الغربية السريعة الصارمة الشاملة ليست وليدة اللحظة.
موقف أوربي وغربي يبدو أنه لا يقيم اعتباراً لموقف وسلوك دب روسي غاشم القوه محاصر في زاوية محكمة الإغلاق .
ولا يعنينا هنا كثيرا ولن يغير من الأمر شيئاً كونه المتسبب في هذا الوضع الخطير ، أو أن نبحث ونقيم مبرراته رفضا أو تأييدا . فقد فات أوان ذلك ولم يعد مجديا الوقوف أمامه كثيرا .
وأعتقد أن بوتن بقدراته وأجهزة استخباراته ودراساته إذا لم يكن قد أدرك هذا الأمر قبل الغزو ، فإنه سيكون بذلك قد ارتكب أكبر حماقة وخطأ استراتيجيا سندفع جميع أثمانه الباهظه وليس روسيا فقط .
ما توقعناه منذ انطلاق الرصاصة الأولي في أوكرانيا فيما يتعلق بالأمن الأوربي والتوازنات العالمية المتوقعه يتواضع كثيرا أمام ما يلوح لنا في الأفق الآن من ملامح للنظام العالمي الجديد بعد حرب أوكرانيا التى تؤذن بانتهاء مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية بتوازناتها وأحلافها ومؤسساتها وعلي رأسها الأمم المتحدة ذاتها .
فالتغيير سيكون جوهريا فى معظم المفاهيم والأنماط السياسية والاقتصادية الدولية الراهنة .
وأننا بصدد مخاض جديد لعالم جديد أتمني أن يكون لنا فيه موطئ قدم .