عبدالرحمن منشي
الحمد لله الذي بلغنا وإياكم لصيام هذا الشهر الكريم، فهذا شهر رمضان موسم خير تكثر فيها الطاعات وتُقَال فيها العثرات، وتُغفر فيها السيئات وتُضاعف فيها الحسنات، وتتنزل فيها الرحمات، وتُعظَّم فيها الهبات، وإن من أجلِّ هذه المواسم وأكرمها شهر رمضان المبارك، فيا له من موسم عظيم وشهر مبارك كريم.
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }، إن شهر رمضان جسر ممدود إلى الجنة، من عرف كيف يسير في دربه وضع أقدامه في الجنة يوم تزّل أقدام وأقدام في النار.إذاً الصوم الصحيح الذي يدخل صاحبه الجنة هو صوم العقل والقلب والجوارح عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، فليكن لنا وقفه صادقة مع الذات نحدد فيها هدفا لصومنا، وهو أن نكون في آخر الشهر من المغفور لهم، المعتقين من النار بإذن الله، ولكن مع الأسف هناك عثرات من يضعها في هذا الشهر الفضيل.
فلذلك أقول على كل مسلم ينبغي أن يحذر أشدّ الحذر من أن يؤذي إخوانه المسلمين، أو أن يكون سببا في صدّ غيره عن دين الله وعن طريق الهداية والاستقامة والصلاح وخاصةً في هذا الشهر الكريم ، ورُبّ موقف وفائدة واحدة يقدمها المسلم في حياته، يمكن أن يكون سببا في هداية غيره، كما يمكن أن يكون سببا في صده عن سبيل الله بالفتن والمسلسلات الفتاكة بأخلاق الصائمين وجرح صيامهم بأفلامهم، إذاً فليحذر العبد الناصح لنفسه الحريص على سعادتها وفوزها من عثرات الطريق ومعوقات السير، فإن أعداء الله جل وعلا وحملة الرذيلة يدأبون دأبًا شديدا على تفويت الناس خيرات رمضان وبركاته، ولاسيما من خلال البرامج المعدّة مسبقا من أفلامٍ هابطة ومسلسلاتٍ دنيئة وأمورٍ متعددة يضعونها عثرةً في طريق الصائمين وعقبةً تحول بين كثير منهم وبين تحصيل بركات الصيام وخيراته العظام، وصدق الله القائل ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ ولنسأل الله الحماية منهم ومن أعمالهم.
فسبحان الله أستوقفني هذا الحديث.. أن النبي صلى الله عليه وسلم (رَقِي المنبر، فلمَّا رَقِي الدرجة الأولى قال: آمين، ثم رَقِي الثانية فقال: آمين، ثم رَقِي الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين).
والله لشيء مخيف إنَّ من دعا عليه خير الملائكة، وأمَّن على دعائه خير البشر يستحق أن يُدعى عليه بلا شك؛ فهو شقي؛ لأنه فوَّت فرصاً ثمينة، ومنحاً جزيلة لا تُوجد في غير رمضان، وخاب وخسر حين لم تدركه بركات هذا الشهر، ولم يتعرض لنفحات الله جل وعلا فيه.
فسبحان الله الآ تعلم باأخي أن مردة الجن قد سلسلت وقيدت وصفدّت الشياطين من أجلنا نحن لكي يكون العون أكبر على العبادة فلا تكن من شياطين الإنس وتكن عثرة في طريق الخير ولكن كن ممن قبلوا عون الله بتصفيد شياطين الجن"
*همسة*
الخَيرُ أَفضَلُ ما لَزِمتا
وَالشَرُّ أَخبَثُ ما طَمِعتا
وَالناسُ ما سَلِموا عَلى
الــأَيّامِ مِنكَ وَقَد سَلِمتا
أَمّا الزَمانُ فَواعِظٌ
وَمُبَيَّنٌ لَكَ إِن فَهِمتا
وَكَفى بِعِلمِكَ بِالأُمور
إِنِ انتَفَعتَ بِما عَلِمتا
أَنتَ المُهَذَّبُ إِن رَضيت
بِما رُزِقتَ وَما حُرِمتا
إِنَّ الأُلى طَلَبوا التُقى
يَتَيَقَّظونَ وَأَنتَ نِمتا
أَحسِن وَإِلّا لَم تُصِب
إِن أَنتَ لَم تُحسِن نَدِمتا
التعليقات 3
3 pings
ابوالبراء
05/04/2022 في 5:51 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا اخي الحبيب
ايمن احمد عطرجي
05/04/2022 في 8:14 ص[3] رابط التعليق
رائع ابو ياسر …اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين
طارق مبروك السعيد
05/04/2022 في 1:35 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا أخي الكاتب المرموق على مقالكم المفيد والمميز في الطرح .