خالد شوكاني
حينما ننظرُ إلى الواقع المرير لبعضِ مدراء عموم الإدارات الحكومية، وعن أبوابهم المغلقة وإهمالهم لشكاوي المواطنين وخاصة تلك الإداراتِ المرتبطةَ بشكل مباشر بخدمة المواطنين، في حالة ورود شكاوي تتعلق بقصور خدمات أو (أنين) أو تجاوزات في محيط هذه الدائرة ويطلبون بل ويتوسلون مدير هذه الإدارة المسؤول عنها بتحسين خدماتها أورفع ضرر حاصل، أو التحذير من كارثة في حالة لن يتم إصلاح الخلل الموجود وعلى قول المثل قبل مايقع الفأس في الرأس.
فمن الواجب على مسؤول هذه الإدارة أياً كان موقعها أن يتعامل مع كل الشكاوي التي ترد إليه بكل جدية ويقف عليها والتأكد من مدى صحة فحواها حسب توجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله، وإصلاح هذا الخلل وهذا القصور الموجود داخل إدارته أن وجد، لأن المكان والمنصب والكرسي الذي يتربعه إنما هو لخدمة المواطنين وليس لاستعراض عضلاته، وتحقيق مصالحة ومصالح أقاربه واصدقائه أو الموظفين المقربين داخل محيط دائرته أو استغلال سلطته ونفوذه ضد الغير، ورفض مقابلة المراجعين وسماعهم دون أي وازع ديني أو ضمير.
مما يؤكدُ للجميع من خلال ماهو ملاحظ ومشاهد أن أغلبَ شكاوي المواطنين عند البعض منهم تذهبُ أدراجَ الرياح، ولا يلتفتون إليها إلا في حالة تقديم هذا المواطن شكواه إلى الوزيز المسؤول عن هذا المدير أو نشرها في الإعلام، أو الكتابة عنها من أي إعلامي والذي يكشف فيها تقاعسَ مدير هذه الإدارة أوتلك في إنصاف هذا المواطن ورفع الضرر وتحسين الخدمة التي تقدمها هذه الإدارة للمواطنين، وعندما تجد صدى وتفاعل من الوزير المسؤول عن هذا المدير أو من أمير المنطقة التي توجد بها هذه الإدارة.
هنا يظهر المدير الفذ ويشمر عن ساعديه مع مكتب علاقاته المبجلين، فنجد كل براعه وتفنن في الرد وقلب الحقائق وتزييف الوقائع، والمقدرة الهائلة على التلاعب بالألفاظ وَلَيِّ أعناق النصوص واللوائح والأنظمة من خلال ردودهم، بل أننا نجد من خلال ردودهم ماهو مخجل بعد النفي وسياقة الأعذار والمبررات المفبركة على أنه كان الأجدرَ بالصحيفة أو الكاتب أن يتأكدَ من الحقيقة والوقائع قبل النشر.
مما يدل ويوضح للجميع أن همهم وهدفهم تضليلُ الحقيقة والمعلومات والوقائع التي نُشِرَتْ بأنها كذبٌ وعارٍ من الصحة من خلال ردهم، وأن مديرهم العام مخلصُ وصادقٌ، ويواصل ليله بنهاره لخدمة الوطن وقضاء حاجات المواطنين.
مع أن هذه الإدارة ومديرها في بداية الأمر لم يُعطِ شكاوي المواطنين أي اهتمام ومكتب علاقاته المبجل لايتجاوب ولايتنازل بالرد على الصحف والاعلامين والرد على اتصالاتهم ورسائلهم المتكررة، ونجدهم في حالات المدح والثناء والفعاليات التي تتعلق بمدير إدارتهم يظهرون ويتفننون في المدح والثناء والتطبيل والتلميع الزائف.
ومن الشكاوي التي أرسلت إليَّ من مواطن ذاتَ مرةٍ ويود مني الكتابة عنها عندما رفض مدير دائرة في منطقة جازان مقابلته؟ فهل يُعقل أن يرفض هذا المدير الذي جعلته الدولة في هذا المكان لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم بأن يرفض مقابلة مواطن وهو يرى أن ولاة أمرنا وأمراء المناطق حفظهم الله يفتحون أبوابهم، ويرحبون بمقابلة المواطنين ويستمعون لهم ويحلون مشاكلهم وينصفون مظلمتهم ، ويحاسبون كل من ثبت تقصيره تجاه أي مواطن، فلماذا لا يقتدي هذا المدير المشبوه والملوث بالشبهات بولاة أمرنا وامراء المناطق والوزراء.
وحتى نكن منصفين فهناك من مدراء العموم بل ومساعديهم أيضاً من يستحقون أن نُهِيلَ على رؤوسهم سلات مليئة بالورود والفل نظير ما يقومون به تجاه هؤلاء المراجعين، ويسعون في حل مشاكلهم بكل تفانٍ وإخلاص بل ويقفون ويشرفون على تقديم الخدمات للمواطنين مُعتبرين أن هذا جُلُّ واجبهم تجاه أي مواطنٍ ولقد رأيتُ أنا وغيري ذلك ونحن نراجع عدة إدارات حكومية مما جعلنا نفخر بهم وندعو الله لهم في ظهر الغيب ومايقومون به تجاه المواطنين، بل ويستحقون منا أن (نطبع) قبلة على (جبين) كل واحد منهم لفنِّهم في التعامل مع المراجعين، فمثل هؤلاء المديرون النادرون نحن بحاجة لهم؛ لأنهم يقودون مؤسساتهم بكفاءة، ويطورونها بحكمةٍ وفنٍّ من أَجْلِ خدمة المواطنين.
ودمتم سالمين
التعليقات 1
1 ping
عبدالرحمن منشي
06/04/2022 في 12:06 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، جزاك الله خير ياكاتبنا التي تمثل الشمعة التي تحترق لتضيئ النور للآخرين.. فبذلك تستاهل قبلةً على الجبين،، فأقول لامثال هؤلاء المسؤولين إحترمو المكان والزمان فأنتم في عهد بن سلمان، في وقت الان الدولة حفظها الله تهتم وتبذل الجهود لحل ومتطلبات المواطنين فبذلك وضعتكم لتلك الثقة فاإياكم والخذلان فقد يكون تقصيركم استدراج وينكشف امركم، نعم والله لااهضم بعض حقوق من المسؤولين فبعضهم قدوة لموظفيهم وينعكس ذلك اثره للمراجعين،، فرجاء وقفة مع انفسكم وبمتابعة التقصير بمحيطكم.