عبدالرحمن منشي
الأيام صحائفُ الأعمال فحاول أن تسطرها بقلمك الجميل، فخلِّدها والفُرَص تمرُّ مسرعةً، فحاول الركب فيها لتلحقها، فينبغي على كل من يريد اللحاق بها أن يحرص عليها، وألا يفوِّتها، وأن يضرب فيها بسهمٍ ونصيبٍ قدرَ جهده واستطاعته بأن يترك أثراً وماضٍ جميل بعد الرحيل.
ففي مقالي هذا تذكرت الحديث النبوي الشريف وصيّة جميلة ونجعلها مقياس على ترك أثر طيب في حياتك: «إن قامَت الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسِيلَة، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسها فليغرِسها»إذاً هذا هو الأثر الطيب طعم ولذة الغرس المثمر الذي يغرسه الإنسان حتى لو لم يكن موقنا بأنه سيجني منه شيئا في حياته فليغرسها، وأن الإنسان ينبغي أن يعمل، على الزراعة والغراس، وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عملٍ، ليس ذا بطالةٍ وكسلٍ وهنا اتذكر تلك الحكمة الجميلة، (غرسوا فأكلنا.. ونغرس فيأكلون).
إذاً لكل منا وظيفته في هذه الحياة، ولكل منا أثره الذي يبقى بعده ويكون هو حصاده وغرسه الذي قد يبدأ ببذرة بسيطة جدا، وبإذن الله تعالى مع مرور السنين يصبح حقلاً واسعاً أو شجراً مثمرًا مستمرا.
ماأجمل أن يكون لك ماضٍ جميل بأن تترك أثرًا طيبًا.. حيثما كنت.. وجميل أن تترك أثرا من بعدك، والأمر بإذن الله ليس بصعب، أنت بهمتك وإرادتك تستطيع فعل كل ذلك، مثالها،، بإبتسامتك التي تمنحها لاي عامل منهمك تصادفه في الطريق، بضحكة تشجيع تطلقها لطفل يتيم تساعده أن يستند من كبوته التي هو عليها الصغيرة، وأخص هنا المتقاعدين فرصةً لهم بالأعمال الخيرية بتفقد أهل زملائهم المتوفين،، زيارة مباني الاربطة وتفقد أحوالهم ولو بهدية بسيطة تدخل السرور في قلوبهم، وأيضاً بمشاركتك في حيّك التي تسكنه بسلة غذائيه للفقراء منهم. ومنها امثلة كثيرة.
أخي القارئ لا تعتقد أن الأثر الطيب الذي نقصده هو أن تبني بئراً أو مسجدا أو تُنشئ مستشفى..! صحيح أنها إنجازات كبيرة وجليلة وكبيرة المعنى.. ولكن كل إنسان بما يستطيع.
دع لك أثرا في حياتك طالما أنت ياغالي تمشي على وجه الأرض، ولتعلم أيضاً بأن الدنيا للجميع والأخرة للمطيع، وكن مقتنعاً بأنك أضفت شيئًا في حياتك يبقى من بعدك؛ شيئا يبقيك مخلد الذكر.
نعم والله الأثرُ الطيبُ الذي يصنعُه الإنسانُ في مسيرةِ حياتِه هو إرثه الذي يبقى ويبقى حتى بعد فناء الأشياء.. وهي أفعاله وتصرفاته تجاه الناس والأشياء التي تركها من بعده، وهي التي تبقى لماضيك الجميل. اللهم تقبل منا وأحسن خاتمتنا آمين يارب العالمين.
*همسة *
النحل لا يمتص إلا رحيق الأزهار الفواحة،، لذا كان أطيب العسل البري الجبلي الذي ينتقي فيه النحل زهوره بنفسه لا بانتقاء الناس له.. فانتقي الآن أنت الأثر الطيب بنفسك؟
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله نياز
17/04/2022 في 4:14 ص[3] رابط التعليق
قال تعالى ” من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ”
كاتبنا عبدالرحمن ، أنت تختار مواضعيك ذات الاهمية والتي تمس مشاعرنا وحياتنا اليومية ، سلمت يديك وعقلك وقلمك
عائض الحربي
17/04/2022 في 5:38 ص[3] رابط التعليق
موفق ابوياسر وجزاك الله خير وبارك فيك….
حميدي الفارسي
17/04/2022 في 7:19 ص[3] رابط التعليق
جزيت خيرا ابو ياسر على هذا المقال الجميل وترك الاثر الطيب للانسان يدر عليه اجرا في الدنيا والاخرة وعلى العكس صاحب الاثر الغير مرضي الذي يجني من اثره الذي الذنوب الله المستعان وهذا مصداق لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم الحديث ” من سن سنة حسنة في الاسلام فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها .
ابوالبراء
18/04/2022 في 1:25 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ورزقك من حيث لاتحتسب مقال رائع وجميل كروعة الكاتب