غاليه نعمة الله
حرب اوكرانيا
هل آن الأوان لدول منطقتنا للتفكير في حكومات طوارئ للتعامل مع أحداث الحرب وتداعياتها ؟
تدمير الطراد الروسي في بحر أزوف بمساعدة الأقمار الصناعية المملوكة لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك يعتبر أول مواجهة أمريكية روسية مباشرة .
وهو ما يمكن اعتباره أيضا مؤشر آخر علي أننا قد اجتزنا بالفعل خط البداية للحرب العالمية الثالثة .
ويدعم من ذلك التطورات الميدانية في أوكرانيا وبدء استخدام أسلحة نوعية فتاكة أمدت بها أمريكا وأوربا القوات الأوكرانية .
وهو ما سيدفع روسيا للجوء لأسلحة وتكتيكات عسكرية جديدة أكثر عنفاً وتدميراً .
وهنا تتزايد مخاطر احتمالات اللجوء للسلاح النووي بشكل أو بآخر ، خاصة إذا ما نجحت المساعدات الأمريكية في إيقاع الهزيمة بالروس رغم أن هذا الأمر يبدو مستبعدا .
فروسيا بإرثها القيصري ستواصل هذه الحرب طالما أنها بدأت مع أو بدون بوتن .
إذ أن هذه الحرب تجاوزت الآن في تقديري مجرد طموحات رئيس ، لتصل إلي إرادة قوي دولية لا يستهان بها بدت خافتة في البداية واكتسبت الآن زخما كبيرا في اتجاه إنهاء السيطرة السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية على العالم .
والتقت مع إرادة روسية تبدو صلبة حتي الآن في إعادة ترميم البناء الروسي وضم مناطق ذات أغلبية روسية لتقوية الإتحاد الروسي ومعه جمهوريات سوڤيتية سابقة .
وهنا.. فمن غير المجدي الآن تكرار وتركيز الحديث على عدوان ديكتاتور علي دولة مجاوره وانتقاد الغزو الروسي أو انتقاد الفعل ورد الفعل الأمريكي والأوربي .
فهذا لن يفيد كثيرا خاصة وأن الطرفين جادان في تنفيذ ما يرونه محققا لمصالحهم .
ويخوضان الآن صراعاً محموماً لاستقطاب المؤيدين وتوسيع دائرة المواجهة التي يبدو أن نهايتها مازالت بعيدة .
وبما يعني أن معاناة كل دول العالم وخاصة دول منطقتنا من آثار هذه الحرب ستتعمق وسيطول أمدها .
وعلي قيادات هذه الدول تشكيل حكومات طوارئ للتعامل مع مختلف تطورات الحرب العالمية الثالثة التي مازال بعضنا يعتقد بأننا بعيدون عنها ولم يتنبة لمؤشرات بدايتها.
وقف عجلة هذه الحرب لن يتحقق إلا بصفقة ترضي روسيا وتحفظ ماء وجهها . أو بهزيمة تودي بها وبقياداتها الحالية وتستبدلهم بقادة آخرين قابلين لحقيقة الهزيمة ولشروط الاستسلام.
فهل يوجد من المؤشرات الآن ما يوحي بأن هذا السيناريو سيتحقق ؟
وهل نحن مستعدون أيضا لمثل هذا السيناريو الذي سيعني هيمنة أمريكية مطلقة علي شئون العالم وشئوننا ؟ .
هذا اجتهاد شخصي واقعي لا دخل له بميولي وانحيازاتي العاطفية وبموقعي قرباً أو بعداً من السلطة في بلادي .
وأعجب كثيرا لمن يري في الطرفين علي حد سواء ملائكة أو شياطين .
فكلاهما يسعي لمصالحه .. وكلاهما لا يري فينا سوي أدوات لتحقيق هذه المصالح .
وهي حقيقة مُرة علينا قبولها وتجرع نتائج رضوخنا لها ، وعدم اجتهادنا كدول وكمنظمات إقليمية في تبني خيارات وبدائل جماعية ومنسقة تستوعب بمرونة أكبر قدر من خسائر هذه الحرب العالمية التي يبدو أن عامنا القادم علي الأقل سيكون له نصيب منها ومن نيرانها.