عبدالرحمن منشي
من منذو الصغر وانا أشاهد وأقرأ اللوحات التي لازالت عالقة في ذهني من السنين الماضية الجميلة لوحات الأندية الرياضية، والعبارات الجميلة تحت اسم النادي وبخط جميل «رياضي.. ثقافي.. اجتماعي».
هذه العبارات لم تكن مجرد لوحة كتبت بخط جميل وزركشة ونقش بألوان النادي فكنت على معرفة بأن لها مضامين حقيقية ومهام ومسؤوليات في خدمة المجتمع في المناسبات والمواسم، فكان فيها المحاضرات الثقافية وشباب الكشافة الذين يسهمون في خدمة المجتمع، وتشارك الأندية في تنظيم أسابيع التوعية الخدمية عن طريق المسؤولية الاجتماعية في الأندية،ولايخفى على الجميع بأن خدمة المجتمع تبين الوجه المشرق للنادي وأنه رياضي ثقافي اجتماعي.
وإني عبر مقالي متمنياً من المسؤولين في هيئة الرياضة تفعيل المسؤولية الاجتماعية في الأندية الرياضية، وتحقيق واحد من أهداف النادي الذي سيكون له الأثر الإيجابي في المجتمع، لأن تفعّيل هذا الجانب يجعل النادي ركنًا أساسيًا من أركان المجتمع من حيث المشاركة والرعاية وخلق بيئة جاذبة للمجتمع والإحساس بالمسؤولية تجاه خدمة أفراد المجتمع، وخاصةً بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين الخاضعة للدولة.
كما لدينا في هذا البلد المعطاء شباب وجمهور محب لناديه ويتمتعون بحس وطني عالٍ يهدف لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه بشكل تطوعي، وهذا نابع من قوة الترابط والصلة بين أبناء المملكة وولاة الأمر يحفظهم الله، والأندية الرياضية عليها أن تطلق مبادرات إجتماعية وإنسانية تستقطب المتطوعين، والعمل بيدٍ واحدة لإنجاحها، والتعاون لتحقيق كل الأهداف الممكنة لخدمة مجتمع تسوده الأخوة والمحبة والإحساس بالغير.
وعلماً بأن المسؤولية الاجتماعية ليست وليدة اليوم بل هي ثقافة اصيلة في الإسلام ، وحث عليها نبينا محمد صل الله عليه وسلم بقوله ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ).
وبرؤية المملكة 2030 نواكب التطلعات والأهداف المرجوة من هذه الرؤية بغرس القيم الدينية الثابتة والحفاظ على الأمن الفكري وسلامته.
ولاننكر هناك تفعًيل من بعض الأندية بجهود ومبادرات اجتماعية لها، علماً بأن هذه المبادرات مهمة وأخشى من تهميشها لأنها تحمل جوانب ثقافية وإجتماعية، وقد يكون هناك تقصير من بعض الأندية لعدم تفعيل هذا الجانب الإجتماعي.
إذاً دور المسؤولية الاجتماعية داخل أروقة الأندية بطريقة أكثر جودة وإنتاجية، وتحديد الأهداف وتوحيد الرؤية لتنمية رياضية واجتماعية وثقافية مستدامة جداً مهمة، حيث لا يقتصر دور الأندية على الرياضة فقط، فالجانب الثقافي والاجتماعي مرتبط بشكل فعّال في التنافس الرياضي، والمساهمة في الخدمة الاجتماعية لا تقل أهمية عن النشاط الرياضي؛ لذا ولله الحمد أنشئت لجنة المسؤولية الاجتماعية، والتى أتمنى من بقية الأندية تفعيلها وتحذو بالاندية المفعّلة.
*همسة*
المسؤولية الاجتماعية في الأندية: هي تربية للنفوس قبل أن تكون إحرازاً للكؤوس.
التعليقات 2
2 pings
ابوالبراء
06/05/2022 في 6:21 ص[3] رابط التعليق
والولاء اخي ابوياسر مهم جدا لبناء جيل ناجح
مثال انا اعمل لدى شركة ابوياسر يجب ان يكون عندي ولاء لها لااعطيها كل ماعندي لاانجاح خططها وليس فقط التفكير المادي كم تعطيني اعطيها هذا غلط ويهدم مستقبل الشركه اذا كان من ينتمي الى هذه الشركه هذا ولائه
سعيد العمودي جدة
06/05/2022 في 7:09 ص[3] رابط التعليق
فكرة المقال في منتهى الذكاء ، وطرحها في هذا التوقيت غاية في الاهمية .. فالمجتمع نصفه شباب او اكثر من نصفه وفقاً للتعداد .. والاستفادة من طاقات الشباب وانتماءاتهم الرياضة يمثل حقلا غزيرا بالمواهب والكفاءات في مختلف المجالات ..
عسى ان تعيَ طرحُكَ أذنٌ واعية ..!!