غاليه نعمة الله
يتوقع المراقبون أن يطرح الرئيس الأمريكي علي القمة الأمريكية الخليجية في الرياض منتصف الشهر القادم مشروع إقامة منظومة دفاع جوي تشمل دول الخليج العربية ومصر والأردن والعراق وإسرائيل .
كما نقل عن ملك الأردن قولة أن مشروع حلف ناتو مشابه ولكن خاص بالشرق الأوسط سيطرح خلال القمة .
الهدف هو مواجهة أخطار الصواريخ الإيرانية وأمور أخري .
من حيث المبدأ فإنني منفتح تماماً علي أية أفكار للتعاون الإقليمي .
مع ضمان تحقق ثلاثة شروط أساسية أولها حل القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس .
وبمعني ألا يكون أي تعاون أو تحالف علي حساب أو خصماً من أوراق الضغط المتبقية لدينا لحل القضية الفلسطينية وهي قليلة للغاية الآن .
وقد يطرح بعض الخبثاء هنا تساؤلا حول موقف الدول العربية أعضاء هذا التحالف المطروح من صواريخ حماس أو غيرها من الفصائل الفلسطينية إذا ما وجهت لإسرائيل في حالة عدم تسوية القضية الفلسطينية ؟
أما الاعتبار أو الشرط الثاني ، فهو ضرورة ألا يكون مثل هذا التحالف متعارضاً مع سياستنا الخارجية التقليدية المستقرة والتي تراعي التوازن في العلاقات مع مختلف القوي الكبري وخاصة روسيا والصين والهند ودول صاعدة أخري .
وليس فقط أمريكا والإتحاد الأوربي .
الإعتبار أو الشرط الثالث هو أن تكون مصر في قلب ومقدمة أي تعاون في مجال نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة . وأن يعود هذا التعاون أو التحالف علي مصر بنفع إقتصادي كبير وضخم وواضح ومحدد .
وليس فقط حزمة دعم اقتصادي متواضعة وبيانات كبيانات أمريكا والإتحاد الأوربي ومنها بيان الإتحاد الأوربي منذ يومين قريبا والذي رأت فيه إثيوبيا انحيازا لموقف مصر في أزمة سد النهضة . رغم أنه مجرد بيان .
فالثمن كبير .
يضاف إلي ما تقدم أهمية الإجابة علي تساؤلات منطقية أخري حول سبل التحسب والتعامل مع الموقفين الروسي والصيني جراء الدخول في تعاون أو تحالف هدفه الثاني هو تقليص المد الروسي الصيني في المنطقة وفي إفريقيا وعقاب روسيا لغزوها أوكرانيا .
وأسئلة أخري أيضا لا تقل أهمية ومنها دراسة رد الفعل الإيراني المتوقع وسبل التعامل معه إذا ما تطور إلي حرب ومواجهة مباشرة في الخليج وامتدادات أخري في اليمن ولبنان وسوريا وحتي العراق ذاتها .
وما الفائدة التي ستعود علي مصر من الدخول في تحالف موجهه أساسا ضد إيران ثم روسيا والصين بدرجة أقل .
ثم أخيراً أين تركيا من هذا التحالف المقترح ؟
أثق في أن كل ما تقدم وربما أكثر منه مطروح علي طاولة الدراسة في مصر التي تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة وغير مواتية وتقيد وتحد كثيراً من مساحة بدائلنا وخياراتنا ،
وكذا طاولة المحادثات التي ازدادت وتيرتها مؤخرا بين قادة ومسئولي الدول العربية المشاركة في قمة الرياض .
وأتمني أن تكون قد تبلورت لدينا منذ الآن وحتي موعد القمة رؤية أو رؤي متماسكه حول كل ما تقدم وغيره .
فهذه القمة ستكون في الغالب فارقة في نتائجها سواء تم خلالها الإتفاق وإقرار الطرح الأمريكي الإسرائيلي أو تم رفضه أو إعاقته