الكاتب : خالد شوكاني
يجمع الخبراء أن معيار الكفاءة ضامن حقيقي للنجاح والتقدم على جميع المستويات المهني منها والشخصي، الأمر الذي تؤكده أدبيات التربية من جهة، وصناع التنمية الإنسانية من جهة أخرى، ولهذا نجد المجتمعات والمؤسسات التي التزمت بمعيار الكفاءة تقدمت ونمت بصورة كبيرة، وكان العائد عليها ازدهارا وقوة تتناسب مع قوة انتشار أصحاب التمكين في كل مؤسسات وزوايا المجتمع.
وعلى العكس من ذلك كله نجد الدول والمجتمعات التي تعاملت باستهانة مع الكفاءة، ووضعتها في مكان متأخر ترزح تحت مجموعة من عوامل الضعف المُنتج للفساد، والمعيق لكل تنمية وتقدم.
وإننا عند التأمل في بعض الجهات نكاد أن نفقد الثقة في سلامة عملياتها وقياداتها وفريق عملها، إذ تجد صفا من العاملين فيها يفتقد إلى المؤهل وخبرة العمل الذي يؤديه، ولايملك من المؤهلات سوى رضا شخص واحد يمثل قلمه صلاحية التكليف، ولكن ذلك القلم يفتقد في نفس الوقت النزاهة والمسؤولية.
إن وضعا يديره أرعن وجد نفسه في غفلة من الزمن صاحب قرار لهو خطر على نفسه والمحيطين به وكذلك على المؤسسة سيئة الحظ التي يجلس في موقع القيادة منها، وعلى المجتمع الذي يجد نفسه في حالة تهديد مستمر جراء قرارات أقل مايقال عنها أنها ترفع المسترزق، وتقصي القوي الأمين.
إن خطورة الأمر تتعدى حدود الإضرار بالأفراد إلى الإضرار بالمجتمعات التي تجد نفسها مكبلة بقيود التكتلات المريضة في مفاصلها، عبر حلقات من العصبية المادية المتمثلة في قوة أصحاب المصلحة الواحدة الذين تمالؤوا على ذات المفسدة مع سابق القصد والترصد.
حيث تجد مثلا أن ذلك الذي يدير القانون لايفقه من القانون إلا مايخدم سيده الذي يخاتل النظام ليل نهار، وذلك الذي يدير الإعلام في الزاوية الأخرى ليس له من الاعلام إلا مايلمع به سيد الكرسي الذي يجلس منتشيا بقصائد المدح المزيفة التي تقال فيه، وهكذا بقية الفريق الذين لاقيمة لهم مهنية إلا بمقدار مايحققون لتلك الذات المريضة التي مكنتهم من رقاب خلق الله.
إن قيادة تقصي الأقوياء خوفا منها، وتسيء إلى الشرفاء لإسقاطها، لهي قيادة فاسدة يتحمل وزر عملها تلك المجتمعات التي تبوء بنتائجها وسوئها.
لذا يتوجب على دوائر المحاسبة والقوانين التي تجرّم سرقة المال العام ونهبه، أن تضع من العقوبات أضعافا مضاعفة لمن يسرق مستقبل الأوطان والمجتمعات عبر تغليب مصالح الذات الضيقة، على مصالح الوطن والمجتمع، فهدر المورد الإنساني وإقصاء الأكفاء وسيادة أصحاب المصالح الشخصية أشد خطرا على تلك المجتمعات من عدو الخارج، فهم كالمرض الخبيث لاتظهر أعراضه إلا بعد أن يفتك بالجسد.
ودمتم سالمين
التعليقات 1
1 ping
محمد الجوهري
04/09/2022 في 5:27 ص[3] رابط التعليق
عدم الكفاءة في مهنة العمل
دائما تجنح إلى استخدام الإدارة التسلطية
لكي تغطي على العيوب
وتحضى بهيبة المؤسسة شكلا
وبالمضمون الفشل