الكاتب : خالد شوكاني
دعوني أروي لكم اليوم *قصة حلمي البارح والذي ربما تكون* مقتبسة للأسف من قصص الواقع، فقد رأيت كما يرى النائم في نومه، أن موظفة تعمل في إحدى المؤسسات، تقدمت بشكوى ضد موظف في نفس المؤسسة التي تعمل بها، وأوصاف هذا المتهم على قول الممثل الكوميدي عادل إمام عندما طلب منه وصف شكل المجرم في مسرحية شاهد ماشفش حاجة فقال عريض المنكعين، مفتوح الفتحات، شنكول الحركات مشرقب الفلنكات، مشتهم الأبعاعي شلولخ !!
المهم : تقدمت الموظفة بشكواها لمدير المؤسسة ضد هذا الموظف الذي يعمل في مكتب سعادة المدير ومقرب منه بل أنه ملازم له في كل تحركاته الداخلية والخارجية وجلساته الخاصة، حيث قام مدير المؤسسة بتحويل الشكوى إلى قسم الشؤون القانونية في هذه المؤسسة للتحقيق مع الموظف، واتخاذ جميع الإجراءات النظامية والقانونية بحق الموظف، وإحالته إلى جهة الاختصاص، بعد دراستها من قبل الدرسات القانونية مثلها مثل القضايا الأخرى كما هو معروف لدى الجميع.
بعدها رن جرس الجوال لصلاة الفجر حيث فزيت من على فراشي استعدادًا لصلاة الفجر ولااخفيكم متابعيني الأعزاء كم كنت أتمنى مواصلة أحداث هذا الحلم حتى أعرف نهاية قصة هذا الموظف مع الموظفة والحكم الصادر بحقه؟ وهل تم الحكم ببراءته من التهمة المنسوبة إليه؟ ومعاقبة الموظفة جراء اتهامها لهذا الموظف النزيه ؟ لكن جرس الجوال ايقضني للصلاة قبل معرفة تفاصيل قصة هذا الموظف والموظفة؟
بعدها توضأت ولبست أجمل ثيابي امتثال لقول الله تعالى يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، كما تطيبت باأجمل الطيب لدى، ولا يروح في بالكم أن عطري هو عطر (بنت الفن) والذي أخذته هدية لبعض أصدقائي الأعزاء في سفرتي الأخيرة والسريعة لعاصمة وطني الحبيب والعظيم الرياض،
بعد ذلك ذهبت إلى المسجد مشيًا على الأقدام راجيًا من المولى عز وجل في خطواتي إلى المسجد زيادة الحسنات ومحو السيئات، كما جاء في الحديث النبوي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ , وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ , وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ , فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ ) رواه مسلم.
وأديت صلاة الفجر وأثناء خروجي من المسجد قابلت أحد الأصدقاء الأعزاء، وتبادلت الحديث معه، وطلبت منه مشاركتي وجبة الإفطار على صحن (فول مُكشن) لذيذ في البوفية القريبة من المسجد، وفي أثناء تناولنا وجبة الإفطار وتبادل الحديث أخبرته بحلمي ومارأيته أثناء نومي البارحة؟
فنظر إلى نظرة تعجب واستغراب؟ وقال لي ياسبحان الله؟ حلمك هذا وكأنه يجسد قصة واقعية لتحرش حصلت في إحدى المؤسسات قبل عدة شهور والتي تداول المجتمع قضيتها باستغراب كبير بشأن ماقام به مدير هذه المؤسسة من زحلطة ومحاباة ومجاملة لهذا الموظف في هذه القضية المتهم فيها من زميلته في العمل.
حيث تقدمت إحدى الموظفات ضد موظف تتهمه بالتحرش اللفظي داخل المؤسسة التي يعملان بها، وكان معها الأدلة والقرائن، كما تقول الروايات لكنها لم تُحال إلى جهات الاختصاص حتى يتم استكمالها والتحقيق فيها؟.
هنا سألته عن الأسباب في عدم استكمال القضية فالقاعدة القانونية تقول (المتهم بريء حتى تثبت ادانته؟) وعدم إحالتها إلى جهة الاختصاص لإكمال التحقيق فيها؟ فرد عليّ وعلى وجهه علامات الغضب؟ ياأستاذ خالد الواسطة والمحسوبية؟ حيث أن الموظف المتهم كما تقول الروايات مقرب ومحبوب من قبل مدير المؤسسة؟ أي أنه على قول سيدة الطرب في اغنيتها الشهيرة "الحب كله" فقد تم سحب القضية بتوجيهات من قبل مدير المؤسسة ودخول شفاعات على مقدمة الشكوى ؟ بل أنها لم تُحال حتى إلى الدراسات القانونية وإصدار العقوبة الإدارية؟ لوقوعها في مقر العمل، كما هو متبع في جميع القضايا الأخرى؟ فسألته وعلى وجهي كل علامات التعجب والاستغراب مما اسمعه؟ هل أنت صادق فيما ذكرته؟ فقال لي نعم والله هذا ماسمعت به وتم تداوله.
وقبل الخروج قال لي كلمات جعلتني استميت من الضحك أمام كل من كان داخل البوفية وكانو يتناولون وجبة الإفطار؟ حيث قال هل تعرف ياصديقي المسلسل الكرتوني المحقق كونان؟ فلت نعم؟ فقال لو أن هذا الموظف حقق معه المحقق (كونان) ومايتصف به من براعه في التحقيق وكشفه لجميع الجرائم والمجرمين وتم إدانه الموظف ومعه مدير المؤسسة لن يصبه شيء... انتهى.
وهنا أقول وبداخلي حزن عميق وكبير وذهول بعد سماعي لهذه الواقعة التي رواها لي صديقي وما حصل خلالها من أحداث، جعلتني أتكلم حتى مع نفسي واسألها هل ماذكره لي صديقي صحيح؟ وهل ماحصل من مدير هذه المؤسسة الذي لاأعرف ماسبله؟ بل لااخفيكم بأن خفت أن يشاهدني أحد الجيران أثناء رجوعي إلى المنزل ويتهمني بالجنون وأنا أتحدث مع نفسي؟.
أن هذه القضية وهذا المدير الذي أضع تحته وفوق رأسه وعن يمينه وعن شماله مليون خط، بل وأنثر أمامه كل علامات الاستفهام والتعجب؟ وجاءت مطابقة لبعض أحداث حلمي أعدها والله بالمؤسفة بل والله بالمخجلة لو صدقت الرواية بعدم استكمال الإجراءات النظامية والقانونية المتبعة في مثل هذه القضايا بالذات؟ هل بسبب قرب هذا الموظف من مدير المؤسسة، والمجرمة من النظام، وماصدر فيها من عقوبات في حال اقترافها، مثلها مثل باقي القضايا الأخرى التي يتم ورودها لمدير قسم الشؤون القانونية الذي يمثل القانون في دولة القانون.
كما أن هذه الرواية وهذه القصة تذكرني بواقعة المرأة المخزومية التي سرقت لو صدقت هذا الرواية عن صديقي عن مدير المؤسسة والتي لاأعلم ماسبل هذه المؤسسة أيضاً، "كما جاء من حديث عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما : أن قريشًا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله؟ ثم قام فاختطب، فقال: أيها الناس إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعت يدها.
وختاماً نقول أن جريمة التحرش حتى لو تم التنازل عنها من قبل الشاكي أو الشاكية وثبت وقوعها بالأدلة عند جهة الاختصاص كما أوضحت وزارة العدل بتطبيق العقوبة المنصوص عليها. وجعلتني أتساءل هل المحسوبية في بعض مؤسساتنا أصبحت سمة بارزة وصفة ظاهرة وطغت ذيولها واتخذت أبعاداً مختلفة، وخاصة حين تتعدى المحسوبية والمجاملة داخل المؤسسة إلى مخالفة الإجراءات النظامية والقانونية المتبعة (وزحلطت) حقوق خلق الله لأجل موظف ليس له رادع من دين أومروءه لأنه مقرب ومحسوب على مدير المؤسسة ؟ وإلا كان تم تحويلها إلى الدراسات القانونية لمعرفة هذا المدير من خلال التحقيق من قبل المحققين في قسم القضايا الذين يخافون الله أنه سوف تتم إدانة حبيب القلب بموجب الأدلة والقرائن ولهذا تم سحبها أن صدقت الرواية فأين الأمانة ياسعادة المدير التي تبرت منها السموات والأرض والجبال كما جاء في محكم تنزيله إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا
ودمتم سالمين