الكاتب : عبدالرحمن منشي
بعض الرسائل في التواصل الاجتماعي تكون لها معاني واحاسيس تحرك الأقلام، فمنها.. كم هي جميلة معاني هذه الآية اذا تأملت فيها وتعمقت (لينفق ذو سعة من سعته) لم يقل لينفق ذو مال من ماله! فإن كانت سعتك في الكلمة الطيبة فأنفق منها، وإن كانت سعتك في البسمة الصافية فأنفق منها، وإن كانت سعتك في معاونة الآخرين فأنفق منها، وإن كانت سعتك في جبر الخواطر فانفق منها، وإن كانت سعتك في تعليم القرآن ونشر العلم فانفق منها، وإن كانت سعتك في الإصلاح بين الناس فانفق منها، وإن كانت سعتك في التغافل والتسامح فأنفق منها، وإن كانت سعتك في الدعاء وإن كان بظهر الغيب فأنفق منها، وإن كانت سعتك فيما تستطيعه من الخير فأنفق منها.
(فالإنفاق ليس مالاً فقط) فابدأ مقالي بأن تكون معطاءً وأحذر أن تكون مناعاً للخير لأن اليد المانعة غير مرغوبة في شرعنا، لذلك إن حياة الإنسان تقاس أو تقيّم، بمقدار ما يقدّمه من عطاء للغير.
لذلك فكل يوم يمّر عليك، دون أن تعطى فيه شيئاً لغيرك، لا تحسب هذا اليوم من أيام حياتك،نعم ومما لاشك فيه أن كل إنسان حريص على منفعة نفسه أولاً، ولا مانع من ذلك ولكن كن معطاءً بمقدار ما تحصل عليه ولا تمنع الناس من الخير قال تعالى (مَّنَّاعٍۢ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍۢ مُّرِيبٍ) ومن العلماء من قال: إن المناع للخير هنا مناع لأوجه الخير بعمومها.
إذاً الإنسان يبذل نفسه لأجل غيره، يذكّرنا بالشمعة تذوب لكي تنير للآخرين، ويذكّرنا أيضاً بعود البخور الذي يحترق تماماً لكي يُعطي بخوراَ يُعطر من حوله.
فيا اخي العزيز بعطائك للغير إجعلها سعادة وفرحة وليظهر ذلك واضحاً على قسمات وجهك .. فهذه مشاركة وجدانية ومشاعرية مهمة، تُسعدك وتُسعد الآخرين.
فلا يقتصر العطاء على الماديات فحسب فلا تتخذ من ضعفك سبب إمتناعك عنه، فالعطاء عنصر قوي وكلمة عظيمة قد تغيب عن الكثير منا، فالله أعطانا الحياة ورزقنا من واسع فضله، بارزاق عظيمة وأجملها راحة البال والصحة والعافية والطمئنية، فالعطاء أنواعه كثيرة ومختلفة، فمنها رفع معنويات شخص محطم، شخض أضل الطريق ترشده، تزرع المشاعر في قلوب من تحب وإبتسامة تعطيها لأحدهما يشعر بأن الدنيا بخير، أنفق بالعطاء ولاتبخل فسيُنفق عليك بإذن الله تعالى.
وهنا أقول مذكراً ماأجمل من تلك المرأة أو الزوجة التي تشيد وتشجع زوجها بالعطاء لإخوانه وإخوته ليستمر عطاء الأخوة ورسالة لمن بعدهم.
وأخيراً، عليكم بحب العطاء َلاتكن مناعاً لها فتبادروها، ولا يكن غيركم أسبق بها فلتكن أنت السباق.
إفعل الخير وليقع حيث يقع، فإن وقع في أهله فهم أهله، وإن وقع في غير أهله فأنتَ أهله لا يكفي أن تعمل خيراً، بل يجب أن تحسن عمل الخير
*همسة*
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺃﺣــﺪٍ
ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍﻷﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕُ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﺖ
ﺇﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕُ
ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﻮﺍﺕُ