الكاتب : سلطان السميري
إن الفهم مادة العقل وجوهره وهو لصيق دائمٌ للتفكير ، فالفهم مهم جدًا في حياه الإنسان فعليه تقوم علاقاته وعواطفه أتراجه وأفراحه وهو من محسومات الحياة فهو يقود الإنسان إلى توسيع مداركه وتفسيرها وتحليلها بالشكل المتوازن الملائم لمقتضيات عصره وحوائج يومه ، وهو يقوده أيضًا إلى جعله أكثر استيعابًا ومرونة في فن التعامل مع الآخرين ومرهقات الزمن وتقلباته الكثيرة.
ومن هنا نقول إن الفهم هو عملية لفرز الأمور وتصنيفها حسب أهميتها بالنسبة للإنسان وحسب ما يمسه منها ومن ثم ممارسة النقد عليها وبعدها إصدار الحكم عليها سواءً كانت إيجابية أم سلبية فهو يعطي المؤشرات النهائية لفهمه للوصول إلى أنسب الحلول حسب الأدوات المتاحة لديه ، ولذلك نجد أن إدارك الفهم يجب أن يكون شموليًا لكل ما يحدث للإنسان من عوارض تسره أو تسوءه ، وأن يضع رقابية ذاتية فاحصة لتبصّر الأحداث ووضع الأمور في مسارها الأمثل حسب فهمه لها من كل النواحي المحيطه به.
فالفهم هو تهيئة العقل لكي يفكر في جعل أمور الحياة اليومية ملائمة للواقع الذي يعيشه الشخص مع القدرة على خلق محفزات معززة ومساندة لمعيشته لكي تساعده على تخطى الصعاب وتكون له بمثابة القبس الذي يستمد منه عطائه وتوهجه ويكون لديه الاستعداد أيضًا للتعامل مع متغيرات عصره المتسارعة وكيفية الأخذ والاستفادة منها بالشكل المثالي الصحيح حسب ووعيه لها وإداركه لمحتواها في ضوء فهمه لها.
ومن هنا يجب أن ندرك أن شمولية هذا المصطلح ( الفهم ) يجب أن تحوي جميع المناحي والمناشط ضرورية كانت أم ثانوية فهو يجعل الفرد يقود حياته لدفه آمنة إذا طبق فهمه وأعمل عقله وأسند كل أمر إلى مسكله وطريقه الصحيح لذلك يجب إن يهيىء الإنسان عقله وروحه وقلبه للتعامل مع الأفراح والإنكسارات التي تمر به
وأنْ يخلق لنفسه جوًا من الصفاء الذهني لجعل العقلانية تحل مكان العاطفة في أغلب الأحداث التى تترى وتتوالى عليه بجميع أشكالها وأصنافها ويكون له منهجًا واضحًا وفهمًا نيرًا ورؤية مناسبة مستقبلية وقراءة متأنية صرفه لكل شيء يتعرض له وكل مستجد يطرأ عليه وكل عائق يرهقه من أجل الوصول لأنجع وأفضل الممارسات التي يقودها فهمه وعقله لترسوا به لبر الأمان بإذن الله.