الكاتب: خالد شوكاني
عندما تأتي من بوابةِ غير الكفاءة لتكون صاحب منصب أو على رأس فريق عمل سواء في كوكب الأرض أو في أي كوكب خارج المجرة التي نحن فيها فحتما ستكون في غير المكان المناسب، وسيكون جميع الذين تقودهم خارج دائرة الحظ تماماً، وسيتبع ذلك الكثير من التحديات الإنسانية والمهنية والشخصية والاجتماعية التي ستكون لسوء الحظ أيضاً متأخرة في سلم أولوياته كلها أو بعضها، بقصد منه نابعة من عوامل النقص لديه.
أو بغير قصد كنتيجة لانعدام الكفاءة لديك ابتداء، وفي المجمل من سيدفع الثمن هو من كُتِب له وأوجده الحظ العاثرأن يكون تحت بعضاً من مسؤولياته لكي يطلق لهم رسائل التهديد والوعيد بمناسبة أو غير مناسبة.
فلنتصور أنك كنت ذلك المساعد الذي أتى من بوابة الحظ السعيد طبعا من زاويتك ولكن البائس جدا من زاوية الذين كُتب عليهم أن يصطبحوا بطلتك غير البهية لتطلق لهم رسائلك المشبعة بعبارات التهديد والوعيد المجرمة نظاماً وقانونا فعندها سيتسرب إلى نفوس من يصطبحون بطلك الغير بهية بعدم الإيمان بتساوي الفرص أمام الجميع، وسيتأكدون أن معيار التقدم في الحياة ليس الإنجاز وليست الكفاءة بل تلك الأشياء التي لاعلاقة لها بما يمكن أن تُشرق عليه شمس النقاء والصفاء.
أن تلك الأشياء التي تمت صياغتها وراء كواليس المصالح الضيقة وليس مصالح الوطن والمجتمع، وحينها لا يمكن لوم أولئك المحبطين الذي استضاءوا بنور الكفاءة طويلا وعلى حين غفلةٍ من الزمن صُدموا في واقع الأمر عندما علموا أن ذلك الضوء لايتجاوز مداه موطئ أقدامهم عندما يصطبحون برسائلك التي تحملها للموظف فلان وعلان، أو عن طريق مكالماتك الهاتفية لمن هو أعلى منك مؤهلا وكفاءة وخبرة وتدخل في نواياهم وتتصيد أخطاء أقاربهم حتى تكون لك حظوة من أجل مصالحك وتحقيق أهدافك للأسف.
قد يأتي سوء الحظ دفعة واحدة، ولم يقف الأمر عند وجودك في هذا المنصب وكُرسيك الذي اعتليته أو اعتلاك بل كانت الخيبة مضاعفة عندما فتحت اذانيك لأزلامك الذين جعلوا منك بوقا ومن المسبحين والمتحدثين عن مواهبهم ولباقتهم الاستثنائية، ووسامتهم التي أخجلت الدهر ماضيا وحاضرا، حتى إذا خرجْت من وراء مكتبك لتطلق لهم رسائل التهديد والوعيد، في تحدي للنظام والقانون.
أيها النادر، أيها الهبة التي أتت إلى زماننا العجائبي قد تجد أكثر الناس يدعون الله ليلاً ونهارا أن يوزع مواهبك على كل أرجاء المعمورة لينالوا بعضا من تهديدك ووعيدك، ومن برِّك ومنجزاتك، أو أن يُذهب بك إلى زمن آخر ليصل خيرك إلى كل الأزمنة لتبلغ العدالة منتهاها فأنت لاتتكرر إلا حيثما كان للسقوط مسرح يهرج فيه كل أراجوز توهمه بعض السذج حقيقة وكيانا
ودمتم سالمين