الكاتب : فهد الحربي
مابين الماضي والحاضر تغيرات كبيرة وقفزات مذهلة تجاوزت بالمؤسسات الحكومية مراحل كثيرة لم نكن نتجاوزها لولا الاصرار وكسر القيود وتحدي الذات قفزنا على كل الصعاب وأصبحنا في مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة.
هذه البلاد حباها الله بمقومات كبيرة على المستوى الاقتصادي والمستوى السياسي والمستوى التنموي وكل هذه المستويات تحتاج الى من يحسن إدارتها وتنميتها وفق المباديء الإدارية الحديثة وتسخيرها لخدمة البلاد
في كل الأحوال سياسة التغيير يحتاج الى فريق عمل مميز وأرضية خصبة وموارد كبيرة ومع كل ذلك تحدي للذات وجراءة على التغيير مع توفر الدراسات اللازمة والتي تضمن نسب نجاح معقوله لأن التغيير بطبيعته يكون مؤلم للكثيرين لا لشيء إنما خوفاً من المستقبل
والعالم أجمع يمر بمرحلة مخاض كبيرة ولا نعلم هل هذه المرحلة مخطط لها من القوى السياسية العالمية أو كانت نتيجة ظروف عالمية ابتداء بوباء كورونا ثم تبعتها الأزمة الاقتصادية والتضخم الإقتصادي الكبير الذي يخيم على العالم اليوم والذي ربما فرض على كثيراً من الدول العظمى الهروب للأمام والتحول نحو الأزمات العسكرية لخلق أجواء متوترة بين كثيراً من الدول تستفيد منها الدول الصناعية لتحريك عجلة اقتصادها ببيع الأسلحة العسكرية ساهم في ذلك الإعلام الدولي المبرمج لخلق توترات شعبية داخل الدول المستقرة لتغيير بعض الأنظمة لتغذية الفوضى داخل الدول.
وفي ظل هذه الظروف برزت السياسة السعودية ورفعت من أسهمها على الصعيد الدولي بمواجهة كل التحديات سواء كانت اقتصادية او سياسية حتى أصبحت ثقل سياسي كبير ومؤثر ليس في المنطقة فقط إنما على المستوى العالمي وذلك لكسبها ثقة الأضداد فكانت محور إرتكاز في الحفاظ على التوازنات العالمية.
حاول الغرب ممثلاً بأمريكا لاستمالة المملكة في معسكرها الغربي ضد المعسكر الشرقي الممثل في روسيا والصين ورغم جميع المؤثرات السياسية والضغط الاعلامي تمسكت المملكة بالموقف الحيادي وتجاوزت جميع الضغوط وبقيت صامده في موقفها مما جعل العالم أجمع يحترم السياسة السعودية وتكسب الثقة العالمية خاصة فيما بين طرفي النزاع الروسي والأوكراني ودليل ذلك مبادرة المملكة بإطلاق سراح بعض الأسرى لدى الطرفين وما حضيت به تلك المبادرة من قبول وإعجاب دولي.
بقيت المملكة وستبقى دائماً ملاذاً آمناً لكل من أجبرته الظروف بأن يستجير بها ونسأل الله الأمن والإستقرار لبلادنا في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.