الكاتب : عبدالرحمن منشي
فالاختلاف ظاهرة طبيعية نجمت عن أنماط البشر وتنوع الإنسان، أما الخلاف فغالباً ما يكون صداماً في المصالح ومتعارضاً في الأهداف قد تتولد عنهما خصومة كبيرة تؤدي بالضرورة إلى مواجهاتٍ ليس لها حدود، {ولَو شَاء ربُّكَ لَجعلَ النَّاسَ أمَّةً واحِدةً ولاَ يزَالُونَ مُختَلِفينَ}إ فالمطلوب أن يتقارب المسلم مع أخيه المسلم فلا يغلوا ولا يقصر وهذا في مجالات الحياة كلها.
وعندما نتحدث عن ثقافة الاختلاف فإننا نتذكر المقولة: الإختلاف لايفسد للود قضية.
إذاً الاختلاف في الرأي بين الناس هو أمر طبيعي، أو لنقل إنه أمر صحي خالي من الشوائب، خصوصاً إذا كان يصب في مصلحة أهل أو مجتمع ما، وبالتالي يجب ألا يفسد للود قضية.
فأقول نعم وهذا الذي لابد أن يعرفه الجميع، ويأخذه بمحمل حسن، الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بأن التباين وعدم التوافق في وجهات النظر لا ينبغي له أن يؤثر على العلاقات الطيبة بين الناس، بالتالي لا يجب أن يؤثر الخلاف على حُسن المعاملة؛وعلماً ويقيناً بأن الاحترام لا يكلف شيئاً لكنه يعني الكثير، فما أجمل وأرقى إحترام هو احترام مشاعر الآخرين.
نعم حيث إن لكل شخص رأيه الخاص ووجهة نظره التي يتفرد بها وتُميزه عن الغير، والتي ليس بالضرورة أن تتوافق مع أفكار وآراء الآخرين؛ وذلك لأن لكل امرئ فكره المُستقل ونظرته الخاصة للأمور، وفي نفس الوقت فإن من واجب الإنسان أن يحترم وجهات النظر التي يُقدمها الأشخاص المحيطون به، بل تبقى وستبقى بإذن الله تعالى سيادة المودة والألفة طاغيةً على الموقف ولا يكون اختلاف الرأي سببًا لوقوع الخلاف أو النزاع بينهم.
وأخيراً أقول: الورد شكله جميل وكله ورد، ولكن كل وردة جميلة بنوعها، ومتفردة بلونها ورائحتها الفواحة؛ وهكذا نحن، كلنا بشر، قد نختلف في أفكارنا وآراءنا، ولكننا نبقى بود وحب، والاختلاف بيننا ماهو إلا للتقدم والرقي والإستفادة لأجيالنا من بعدنا.
*همسة*
قل للذي يدعي علماً ومعرفة
علمت شيئا وغابت عنك أشياءُ
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زكي لحظة
05/11/2022 في 2:17 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، اشكر الكاتب على هذا المقال وهذه الأطروحة التي تهم جميع شرائح مجتمعنا، وياليت بقية الكتاب يطرحون هذه الأطروحات مثلكم، فعلاً الاختلاف لا يفسد للود قضية،، فكلنا ننصح بعضنا البعض، ليستفيد أبنائنا من بعدنا، و انا سكتنا الآن ضاعت الطاسة وفقك الله اخي الكاتب.
عبدالمحسن العولقى
05/11/2022 في 9:16 ص[3] رابط التعليق
تحياتى لك اخى الفاضل عبدالرحمن
كلام جميل يستحق الإعجاب والتقدير
الكاتب طارق مبروك السعيد
05/11/2022 في 11:06 ص[3] رابط التعليق
تعودنا الابداع من الكاتب المميز الأستاذ عبدالرحمن منشي في طرح بعض قضايا المجتمع تحكى عن معاناة الناس من بعض المواقف ..
عبدالرحمن منشي
08/11/2022 في 4:27 م[3] رابط التعليق
جزاكم الله خير على تعليقاتكم الراقية، وإن دل فدليل ذلك ثقافة مدفونة عند الجميع يجب بثها والاستفادة منها.