الكاتب : خالد شوكاني
ما أرهب الموت وما أمره، وما أقساه، على القلب، فليس هناك أشد ألماً وحزناً على القلب عند سماعنا بوفاةِ قريب أو صديقٍ له في القلب مكان، مِع إيماننا أن الموت حق محتوم ولامفر منه على كُل إنسان، وهذه هي سنة الله في خلقه في هذه الحياة لكنه يبقى الأقسى والأفجَع والأوجع والأشد ألماً على القلوب، مع يقيننا بأننا لا نبكي الميت على موته فكلنا راحلون، لكن بقاؤنا دون من نحبهم والذي سوف يكون له بالغ الأثر علينا،فالموت هوالحقيقة الوحيدة في الحياة.
نعم بقاؤنا بدون العم مكي وجد أبنائي حبيب الصغير قبل الكبير والذي كان خبر وفاته فاجعة كبيرة وصاعقة نزلت عليّ وعلى أسرته وكل أقاربه ومحبيه من أهالي محافظة ضمد وقراها فبكاه الصغير قبل الكبير.
رحل والد زوجتي الغالية وجدي أبنائي صاحب المخزون الهائل من الطيبة والخُلق، والروح الجميلة والقلب الرائع، تاركاً قلوب وعيون كل محبيه، تبكيه فهو ليس فقيد" آل أدريس" لا والله وحدهم فحسب بل والله فقيد الجميع، فلا يوجد أحد منا إلا والحزن دخله وخيم عليه برحيله،
فبرحيله ترك داخل القلوب جروحًا تنزف ألماً وحزننًا على فراقه، وكيف لاتنزف وقد بادل الجميع الحب بالحب، والوفاء بالوفاء وزيادة، فاستحق هذا الحب من الجميع والألم والحزن على رحيله.
لقد كان "أبا علي" قبل رحيله إنسانا رائعا، خيّرا معطاءً محبوبا وبشوشا وصاحب حضور دائم وصاحب ابتسامة لاتفارق محياه، بل أنها ملات هذا الكون الواسع حبًا وجمالاً لايكل ولايمل من فعل الخير والإصلاح بين الناس، محب للحياة وقوي الإرادة والعزيمة فتجمعت فيه كل الصفات الجميلة، من خُلق وكرم ومرجلة وشيمة، فأجبر قلوب القريب والبعيد بل والأجنبي على محبته، لأنه غمرهم بحبه كما يغمر البحر ما يحتويه.
نعم رحل جد أبنائي لكن لم ترحل طيبة قلبه، وجمال روحه عنا، والتي ملأت قلوبنا بل وسماء ضمد ومنطقة جازان، وكل سماء مملكتنا بل وسماء هذا الكون الواسع بالحب والجمال، وستبقى ذكراه في قلوبنا وقلوب كل محبيه تفوح عطرًا ومسكاً، وتجعل كل العبارات والكلمات عند ذكراه تقف خاجلةً بل وتعجز عن وصفه بعد أن رحل عنا مع بقاء الدمعات والآهات والتي مزقت القلوب لفراقه، وستظل الغصات في حلوقنا لانقوى على ابتلاعها عند ذكره.
فرحمات ربي على روحك النقية والطاهرة ياجد أبنائي وياصاحب القلب الطيب والابتسامة والروح الجميلة وجبر المولى قلوب كل أقاربك وكل محبيك المكلومة على رحيلك، ووعدا علينا لن نساك "أبا علي " ولن تنساك ضمد وكل مكان وإن مضى على رحيلك أزمان وأزمان، وكيف ننساك وكل مكان فيه طيب ذكراك الزكية، فبرحيلك تركت خلفك قلوب اتبعها رحيلك فيارب بقدر ماا آلمنْا فراقه أن يرحمك ويغفر لك ويجمعنا في جنات الفردوس الأعلى، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ودمتم سالمين
التعليقات 1
1 pings
عبدالرحمن منشي
27/11/2022 في 5:36 ص[3] رابط التعليق
رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وعظم الله اجركم وصبركم الله اخي الغالي ابو رشيد