الكاتب : عبدالرحمن منشي
يتساوى الناس في العلم والمعرفة والقوة ، ولكن لا يتساوون في أعمال الخير ، فاحرص على أن تكون أنت السباق إليها، وثق تماماً فإن لم تفعل شي من الآن لأخرتك فلن يعملها لك أحد، نعم نحن نحسن الظن في أبنائنا، ولكن طالما أنت على قيد الحياة وتتمتع بصحة وعافية فأنتهزها في عمل شي لك ينفعك ليوم لاينفع لامال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولكن يتفاوت الناس في بلوغ مآربهم وبغيتهم ، ذلك لما للمشقة من وقعٍ على النفس البشرية ، وعلى بعض الناس فقط الذين نحرص على أن لا نكون منهم، عدم التقاعس عن الخير، فلتكن صاحب العزيمة والهمة تعملها لكي تنفعك وتجدها أمامك بإذن الله تعالى،( نعم آلدنيآ للجمع والآخرة للمطيع) وإعمل على أن يكون لك موطئ قدم في صنائع المعروف والخير ،ولا تتردد في أمر يقودك إلى فعل الخيرات.
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، إذاً إن الأثر الحسن الذي يتركه الإنسان في هذه الدنيا إنما هو بالأعمال الصالحة التي يبقى أجرها للإنسان بعد مماته ورحيله عن هذه الدنيا الفانية، وهناك شيء اخرياعزيزي القارئي لك ولغيرك،وهو الكيّس الفطن من يعي هذه المعاني ويعمل على ترك الأثر الحسن في دنياه قبل رحيله عنها إلى الدار الآخرة، فيجتهد في بذل الخير للخلق، ومساعدة المحتاجين، ويسعى في نصح الناس وهدايتهم إلى طريق الحق بالدعوة إلى الله وإرشادهم وتذكيرهم دائماً بعمل الخير وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، ويجعل من أهدافه ومهامه في هذه الحياة أن يكون عونًا للناس على الخير، سندا للضعفاء وخير معين بعد الله للمحتاجين، أن الدلالة على الخير غنيمةٌ كبيرة، فإن الدلالة على الخير قد لا تكلف الإنسان جهدا شاقا ولا مالا طائلا، ومع ذلك يحصل بها على الثواب العظيم، وما أعظمها من غنيمةٍ يغفل عنها كثير من المسلمين.
وبذلك ساعدته بأن يضع بذلك بصمته ويغرس به أثرا يبقى بعده،وآثار الناس تبقى سواءً كانت خيرًا أم شرا، ثم يجزى الإنسان بها، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} وأخيراً أُذكر نفسي أولاً وغيري بأن الشخص الموفق يحرص دائمًا على أفضل الأعمال وأعظمها ثوابًا، وإذا أقبل على الصدقة حرص على أن تكون له صدقة جارية يستمر أجرها وثوابها حتى بعد موته، والتاريخ الإسلامي مليء بالكثير من الرجال الصالحين الذين ماتوا وتركوا صدقات جارية انتفع بها المسلمون لسنوات عديدة وأزمنة مديدة، وهم أهل لأن نغبطهم ونسعى لأن نكون منهم، ونقتدي بهم.
*همسة *
خير أيام الفتى يوم نفع
واصطناع الخير أبقى ما صنع
ونظير المرء، في معروفه شافع بت إليه فشفع
ما ينال الخير بالشر ولا يحصد الزارع إلا ما زرع
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله
29/12/2022 في 6:35 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير اخي عبدالرحمن على كلماتك القيمة التي تذكرنا بالآخرة ، والله يعيننا على العمل الصالح وان يتقبله مننا
ايمن احمد عطرجي
29/12/2022 في 7:30 ص[3] رابط التعليق
رائع…رائع وفقك الله
عمرو حسني
29/12/2022 في 7:35 ص[3] رابط التعليق
الله يجعلها في ميزان اعمالك ونتجنب جميعا التسويف
احمد ابومازن
03/01/2023 في 1:04 ص[3] رابط التعليق
الله لا يحرمنا منك يا ابو ياسر نفتقد كثير من ما تقول شكرا تذكيرك لنا واتمنى لك المزيد من الطرح